للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ورواه معمر بن راشد [ثقة ثبت، من أثبت الناس في الزهري]، عن الزهري، عن سالم؛ أن ابن عمر كان يحتجم وهو صائم، ثم تركه بعد، فكان إذا غابت الشمس احتجم.

أخرجه عبد الرزاق (٤/ ٥٠٨/ ٧٧٦٥ - ط التأصيل الثانية).

وهذا موقوف على ابن عمر بإسناد صحيح. [وانظر: الفتح لابن حجر (٤/ ١٧٥)].

وروى ابن جريج، قال: أخبرني عطاء، أن ابن عمر كان في رمضان يعد الحجام ومحاجمه وحاجته، حتى إذا أفطر الصائم استحجم بالليل.

أخرجه عبد الرزاق (٤/ ٥٠٨/ ٧٧٦٧ - ط التأصيل الثانية).

وهذا موقوف على ابن عمر بإسناد صحيح، وقد اختلف الأئمة النقاد في سماع عطاء من ابن عمر، فنفاه يحيى بن سعيد القطان وأحمد وابن معين، وقالوا بأن عطاء لم يسمع من ابن عمر، وإنما رآه رؤية، وأثبته ابن المديني والبخاري ومسلم، وقال ابن عساكر ردا على كلام القطان ومن تبعه: لا معنى لهذا الإنكار؛ فقد سمع عطاء من أقدم من ابن عمر، وكان يفتي في زمان ابن عمر [تاريخ ابن معين للدوري (٤/ ٣٣٣٧ و ٣٤٣٨ و ٣٨٧٦). سؤالات ابن محرز (١/ ١٢٦/ ٦٢٦). العلل لابن المديني (١٣٨). التاريخ الكبير (٦/ ٤٦٣). كنى مسلم (٢/ ٧١٩/ ٢٨٨٩). التاريخ الكبير لابن أبي خيثمة (١/ ٢١٠ / ٥٨٥). المراسيل (٥٦٥ و ٥٦٧). تاريخ دمشق (٤٠/ ٣٦٦ - ٣٧٧). التهذيب (٣/ ١٠٢). تحفة التحصيل (٢٢٨)]، والمثبت مقدم على النافي؛ لما معه من زيادة علم، والله أعلم.

هـ قال ابن عبد البر في الاستذكار (٣/ ٣٢٢): «أما ابن عمر فإنما ترك الحجامة صائما لما بلغه فيها - والله أعلم -، وهو من الورع بالموضع المعلوم».

وقال ابن حجر في الفتح (٤/ ١٧٥): «وكان ابن عمر كثير الاحتياط، فكأنه ترك الحجامة نهارا لذلك».

وروى مالك، عن ابن شهاب؛ أن سعد بن أبي وقاص وعبد الله بن عمر كانا يحتجمان وهما صائمان.

أخرجه مالك في الموطأ (١/ ٤٠١/ ٨١٩ - رواية يحيى الليثي) (٨٣٩ - رواية أبي مصعب) (٨٣٢ - رواية ابن بكير) (٤٧٤ - رواية الحدثاني) (٣٥٦ - رواية الشيباني). [وله طرق أخرى عن الزهري يقرن فيها سعد بزيد بن ثابت أو عائشة، تخرج في موضعها من السنن إن شاء الله]. [الإتحاف (٥/ ١٠٧/ ٥٠١٦)].

وهذا مرسل، الزهري لم يدرك ابن عمر، ولا سعد بن أبي وقاص.

قال البخاري في صحيحه قبل الحديث رقم (١٩٣٨): «ويذكر عن سعد، وزيد بن أرقم، وأم سلمة، احتجموا صياما».

وحاصل ما تقدم: أن ابن عمر كان يحتجم وهو صائم، ثم لما بلغه النهي في ذلك من حديث شداد بن أوس: «أفطر الحاجم والمحجوم»، صار يحتجم بالليل، وظاهره أنه رجع عن قوله الأول، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>