كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود

٥ - كتاب المناسك - ٣٦ - باب المحرم يحتجم - ج: 28 - ص: 208

الكتب المعتمدة، لا أصحاب الصحيح، ولا أحد من أهل السنن، مع شهرة إسناده، وكونه في الظاهر على شرط البخاري، ولا احتج به الشافعي، مع حاجته إلى إثبات النسخ، حتى سلك ذلك المسلك في حديث ابن عباس، فلو كان هذا صحيحا لكان أظهر دلالة وأبين في حصول النسخ. قالوا: وأيضا فجعفر إنما قدم من الحبشة عام خيبر، أو آخر سنة ست وأول سنة سبع، وقتل عام مؤتة قبل الفتح ولم يشهد الفتح، فصام مع النبي ﷺ رمضانا واحدا سنة سبع، وقول النبي ﷺ: «أفطر الحاجم والمحجوم» بعد ذلك في «الفتح سنة ثمان»، وقال أيضا: «وأيضا فالذي يبين أن هذا لا يصح عن أنس»: ما رواه البخاري في صحيحه عن ثابت قال: سئل أنس: أكنتم تكرهون الحجامة للصائم؟ قال: لا، إلا من أجل الضعف، وفي رواية: على عهد النبي ﷺ. فهذا يدل على أن أنسا لم يكن عنده رواية عن النبي ﷺ أنه فطر بها، ولا أنه رخص فيها، بل الذي عنده كراهتها من أجل الضعف، ولو علم أن النبي ﷺ رخص فيها بعد الفطر بها، لم يحتج أن يجيب بهذا من رأيه، ولم يكره شيئا رخص فيه رسول الله ﷺ، ويأتي ذكر بقية الأوجه مع تمام كلامه في آخر البحث إن شاء الله تعالى.

وقال الذهبي في المهذب في اختصار السنن الكبرى (٤/ ١٦٤٥): «في خالد وعبد الله مقال، وإذا انفرد خالد بشيء عد منكرا». [وانظر: التنقيح له (١/ ٣٨٣)].

وقال ابن حجر في الفتح (٤/ ١٧٨): «ورواته كلهم من رجال البخاري؛ إلا أن في المتن ما ينكر؛ لأن فيه أن ذلك كان في الفتح، وجعفر كان قتل قبل ذلك».

د - وروى عمر بن محمد بن القاسم النيسابوري: حدثنا محمد بن خالد بن يزيد الراسبي [النيلي: ترجم له الإسماعيلي في معجم شيوخه، وسكت عنه، وروى عنه جمع من الحفاظ والمصنفين، مثل: ابن قانع، والطبراني، وابن عدي، والرامهرمزي، وابن السني، وأبو الشيخ. معجم شيوخ الإسماعيلي (٧٨). إكمال ابن ماكولا (١/ ٤٠٣). الأنساب (١٣/ ٢٣٩)]: حدثنا مسعود بن جويرية [الموصلي: شيخ للنسائي، لا بأس به. التهذيب (١٢/ ٧٠٣ - ط دار البر)]: حدثنا المعافى بن عمران [الموصلي: ثقة فقيه]، عن ياسين الزيات، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك، أن رسول الله ﷺ احتجم وهو صائم، بعدما قال: «أفطر الحاجم والمحجوم».

أخرجه الدارقطني (٣/ ١٥١/ ٢٢٦٥). [الإتحاف (٢/ ٣٨٣/ ١٩٤٧)].

قال العيني في عمدة القاري (١١/٤٠): «ومما يصرح فيه بالنسخ: حديث أنس بن مالك، أخرجه الدارقطني»، فساقه، ثم قال: «وهذا صريح بانتساخ حديث»: «أفطر الحاجم والمحجوم». اهـ.

قلت: هو حديث باطل؛ رواه عن أنس: يزيد بن أبان الرقاشي، وهو: ضعيف، يحدث عن أنس بن مالك بما فيه نظر [التهذيب (٣/ ٣٩٤). الميزان (٣/ ٣٥٦). المجروحين (٢/ ٢١٠)]، وقد تفرد به عنه: ياسين بن معاذ الزيات، وهو: متروك، منكر الحديث [اللسان (٨/ ٤١١)].