للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

و (٢٤٨٧ و ٣١٠٦ و ٥٨٧٨ و ٥٨٧٩ و ٦٩٥٥) [انظر: فضل الرحيم الودود (١٩/ ٢٩٦/ ١٥٦٧) ومما قلت هناك: وعبد الله بن المثنى بن عبد الله بن أنس يروي هنا عن أهل بيته، أعني: عن عمه ثمامة بن عبد الله بن أنس، وأهل بيت الرجل أعلم بحديثه من الغرباء؛ فلا يضره حينئذ ما قيل فيه؛ لاسيما وقد توبع، ولم ينفرد بما ينكر عليه، لذا فقد اعتمد البخاري حديثه عن عمه ثمامة، واحتج به على انفراده دون الحاجة إلى متابع أو شاهد، والبخاري هو الإمام الجهبذ في هذا الباب في انتقاد الرواة وانتقاء ما صح من حديثهم، مع شدة فحصه وتتبعه طرق الحديث، وعلمه بالمحفوظ من المردود.

وقد سبق أن صححت حديثا لعبد الله بن المثنى بهذا الإسناد في فضل الرحيم الودود (٤/٣٤٠/٣٨٧)، وقلت هناك [مع بعض التصرف]: عبد الله بن المثنى: متكلم فيه، وهو: صدوق كثير الغلط، وقد احتج البخاري بما تفرد به عن عمه ثمامة عن أنس، … ، واحتجاجه بهذه السلسلة من دلائل استقامة الأحاديث المروية بهذا السند، إلا ما كان منها معلولا، أو كان الإسناد إليها لا يصح، وقد جرى البخاري فيها على عادته في انتقاء حديث الشيوخ ممن تكلم فيهم، أو كانت لهم بعض الأوهام، كما أن أئمة النقاد لم يضعفوه مطلقا، فمنهم من قال: صالح، ومنهم من لينه، ومنهم من وثقه، قال ابن حجر في هدي الساري (٤٣٦) بعد أن ذكر أقوال الأئمة فيه: لم أر البخاري احتج به إلا من روايته عن عمه ثمامة، فعنده عنه أحاديث. وأخرج له من روايته عن ثابت عن أنس حديثا توبع فيه عنده وهو في فضائل القرآن. وأخرج له أيضا في اللباس: عن مسلم بن إبراهيم عنه، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، في النهي عن القزع بمتابعة نافع، وغيره عن ابن عمر.

قلت: قد احتج البخاري بروايته عن عمه ثمامة، وأخرج به أحاديث [انظر: صحيح البخاري (٩٤) وأطرافه، و (١٠١٠ و ٣٧١٠) و (١٤٤٨) وأطرافه، و (٧١٥٥) و (٦٢٨١)].

ومن عجيب المفارقات: أن الدارقطني قبل هذا الإسناد هنا، لكونه يستدل به لقول الشافعي على النسخ، فقال: «كلهم ثقات، ولا أعلم له علة»، مع مخالفة عبد الله بن المثنى فيه للثقة المشهور: سليمان بن المغيرة ومخالفته لحميد الطويل صاحب ثابت، ٦ حيث روياه عن ثابت عن أنس موقوفا، ثم يذهب الدارقطني لحديث أخرجه البخاري في صحيحه (١٠١٠ و ٣٧١٠)، فينتقده، كما في الجزء الذي انتقد فيه أحاديث على البخاري (١٠)، وقال: وأخرج البخاري : حديث الأنصاري، عن أبيه، عن ثمامة، عن أنس: أن عمر لما قحطوا استسقى بالعباس ، ولم يروه غير الأنصاري، عن أبيه، وأبوه عبد الله بن المثنى: ليس بالقوي، فسبحان الله! لما روى عبد الله بن المثنى حديثا عن أهل بيته - أعني: عن عمه ثمامة - عن أنس، وكان الأصل قبوله؛ ذهب الدارقطني إلى تضعيفه ورده بدعوى باهتة؛ فما وجد إلا أن قال عن عبد الله بن المثنى: «ليس بالقوي»، ثم لما خالف سليمان بن المغيرة وحميدا الطويل فيما روياه عن ثابت عن أنس: صار عنده

<<  <  ج: ص:  >  >>