للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

نعود بعد إلى ذكر بقية الطرق عن أنس:

أ - فقد رواه عبد الله بن مسلمة القعنبي [ثقة ثبت]، وهدبة بن خالد [ثقة]، قالا:

حدثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس ، قال: ما كنا ندع الحجامة للصائم إلا كراهية الجهد. لفظ القعنبي [عند أبي داود].

ولفظ هدبة عند الطحاوي: قال: ما كنا ندع الحجامة إلا كراهة الجهد.

أخرجه أبو داود (٢٣٧٥)، والطحاوي في شرح المعاني (٢/ ١٠٠/ ٣٤٣٢)، وأبو بكر الجصاص في أحكام القرآن (١/ ٢٤٠)، وابن عبد البر في الاستذكار (٣/ ٣٢٦). [التحفة ١/ ٢٩٥/ ٤٢٦].

وهذا موقوف على أنس بإسناد صحيح على شرط مسلم.

ب - وروى محمد بن سعد قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري [ثقة]، قال: حدثنا هشام [هشام بن حسان بصري ثقة ثبت في ابن سيرين]، عن محمد [محمد بن سيرين تابعي، ثقة ثبت روايته عن مولاه أنس عند الجماعة، عن أنس بن مالك؛ أنه كان إذا كان صائما دعا الحجام فوضع المحاجم، فإذا غابت الشمس أمره فشرط.

أخرجه ابن سعد في الطبقات (٥/ ٣٣٨ - ط الخانجي).

وهذا موقوف على أنس بإسناد صحيح، وفيه: أن أنسا لو كان عنده في ذلك رخصة من النبي لعمل بها، ولم يؤخر الحجامة إلى وقت الغروب.

قال ابن تيمية في شرح العمدة (٣/ ٣٥٥ - ط عطاءات العلم): «ولأن أحمد روى بإسناده عن هشام، عن محمد، قال: كان أنس إذا شق عليه الدم في الصوم، أرسل إلى الحجام عند غروب الشمس، فوضع المحاجم، فإذا غربت شرط.

ولو كان عنده إذن من النبي في الحجامة لم يفعل مثل هذا».

ج - وقد روي هذا المعنى عن الأنصاري بإسناد آخر مرفوعا، ولا يثبت:

فقد روى أبو جعفر محمد بن الحسين هارون بن [كذا]، وبالمخطوط كلام غير واضح. ولعله: محمد بن الحسن بن هارون بن بدينا أبو جعفر الموصلي: لا بأس به. سؤالات السهمي (٧٧) تاريخ بغداد (٢/ ٥٨٩). تاريخ الإسلام (٧/ ١٣٧)]: حدثنا أحمد بن عبد الله أبو بكر السلمي البصري لم أهتد إليه: حدثنا الأنصاري [محمد بن عبد الله بن المثنى الأنصاري: ثقة]، عن أبيه [عبد الله بن المثنى]، عن عاصم، عن أنس، قال: أتيت النبي بحجام في رمضان، فقال: «رويدك حتى تغرب الشمس».

أخرجه ابن المقرئ في المعجم (١٦٥).

قلت: وهذا حديث منكر باطل لا يعرف له إسناد قائم إلى الأنصاري.

وقد سئل عنه الدارقطني في العلل (١٢/ ١٠٥/ ٢٤٨٥)، فقال: «حدث به: ابن ثابت، عن أبي بكر أحمد بن عبد الله السلمي عن الأنصاري، عن أبيه، عن عاصم».

<<  <  ج: ص:  >  >>