وأما قتادة: فرواه أسود بن عامر، عن شعبة، عن قتادة، فنحا به نحو الرفع.
وغيره يرويه عن شعبة موقوفاً. [قلت: رواية الذين أوقفوه عن شعبة هي الصواب، وهم: محمد بن جعفر غندر، ووكيع بن الجراح، وعبد الله بن المبارك، وشبابة بن سوار، وعبد الرحمن بن زياد الرصاصي].
والذين رفعوه ثقات، وقد زادوا، وزيادة الثقة مقبولة، والله أعلم» [هكذا قال الدارقطني، نصرة لمذهب الشافعي، وخلافاً لما ذهب إليه جماعة الأئمة النقاد، وخلافاً لما تقتضيه قواعد الترجيح].
ورواه حميد الطويل، عن أبي المتوكل، عن أبي سعيد، واختلف في رفعه ووقفه على حميد:
أ - فرواه المعتمر بن سليمان، قال: سمعت حميداً، عن أبي المتوكل، عن أبي سعيد، قال: رخص النبي ﷺ في القبلة للصائم، ورخص في الحجامة للصائم.
أخرجه النسائي في الكبرى (٣/ ٣٤٥/ ٣٢٢٤)، وابن خزيمة (٣/ ٢٣٠/ ١٩٦٧)، والطبراني في الأوسط (٣/ ١٣٨/ ٢٧٢٥)، وأبو بكر الجصاص في شرح مختصر الطحاوي (٢/ ٤٣٢)، والدارقطني (٣/ ١٥٢/ ٢٢٦٨)، وأبو طاهر المخلص في الأول من فوائده بانتقاء ابن أبي الفوارس (١٦٨ - المخلصيات)، والبيهقي (٤/ ٢٦٤)، والحازمي في الاعتبار (١٤١). [التحفة (٣/ ٤٢٢/ ٤٢٦٠)، الإتحاف (٥/ ٣٦١/ ٥٥٨٥)، المسند المصنف (٢٨/ ٢٧٩/ ١٢٧٠٦)]
هكذا رواه عن المعتمر: إسحاق بن إبراهيم بن مخلد ابن راهويه [ثقة حافظ، إمام فقيه]، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي [ثقة حافظ]، وأمية بن بسطام [ثقة].
ورواه: محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، وبشر بن معاذ العقدي، ومحمد بن إسماعيل بن أبي سمينة، وعلي بن الحسين بن مطر الدرهمي البصري، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي [وهم ثقات]:
حدثنا المعتمر بن سليمان قال: سمعت حميداً، يحدث عن أبي المتوكل الناجي، عن أبي سعيد الخدري: أن رسول الله ﷺ رخص في القبلة للصائم.
أخرجه ابن خزيمة (٣/ ٢٣١/ ١٩٦٨) و (٣/ ٢٤٧/ ٢٠٠٥)، وأبو علي الطوسي في مختصر الأحكام (٣/ ٣٧١/ ٦٧٢)، وأبو طاهر المخلص في الأول من فوائده بانتقاء ابن أبي الفوارس (٣٢ - المخلصيات). [الإتحاف (٥/ ٣٦١/ ٥٥٨٥)، المسند المصنف (٢٨/ ١٢٧٠٦/ ٢٧٩)]
قال أبو بكر ابن خزيمة: «لم يذكر مزيداً على هذا، قلت للصنعاني: والحجامة؟ فغضب، فأنكر أن يكون في الخبر ذكر الحجامة».
وقال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن حميد إلا معتمر»، يعني: مرفوعاً.