قلت: وهذا أيضاً من أوهام عبد الوهاب بن عطاء الخفاف، وهو صدوق، لا بأس به، قال البخاري، وأبو حاتم، والنسائي - في رواية -، والبزار:«ليس بالقوي» [التهذيب (٨/ ٥١٨ - ط دار البر)].
وأين عبد الوهاب من هؤلاء عدداً وضبطاً وحفظاً وإتقاناً: إسماعيل بن علية، ويزيد بن هارون، وإسماعيل بن جعفر، والمعتمر بن سليمان، والحارث بن عمير، ومحمد بن عبد الله الأنصاري؟!
ولشعبة في حجامة الصائم إسناد آخر:
• رواه محمد بن جعفر غندر، ووكيع بن الجراح، وعبد الله بن المبارك، وشبابة بن سوار، وعبد الرحمن بن زياد الرصاصي، وأبو عباد يحيى بن عباد الضبعي [وهم ثقات، وفيهم جماعة من أثبت الناس في شعبة]، وعبد الله بن خيران [صدوق. ضعفاء العقيلي (٢/ ٢٤٥). تاريخ بغداد (١١/ ١١٧). تاريخ الإسلام (٥/ ٥٩٦). اللسان (٤/ ٤٧٢). الثقات لابن قطلوبغا (٦/١١)]، ونصر بن حماد الوراق [متروك، ذاهب الحديث، منكر الحديث عن شعبة، له عنه أوابد، وكذبه ابن معين. الكامل (٧/٣٨). تاريخ بغداد (١٣/ ٢٨١). الميزان (٤/ ٢٥٠). التهذيب (٤/ ٢١٧)]، قالوا:
حدثنا شعبة، عن قتادة، عن أبي المتوكل الناجي، عن أبي سعيد الخدري، قال: إنما كرهت الحجامة للصائم مخافة الضعف. لفظ غندر [عند ابن خزيمة، والبيهقي]، وبنحوه لفظ الرصاصي [عند الطحاوي]، ولفظ ابن عباد [عند البزار]، ولفظ ابن خيران [عند العقيلي]، ولفظ شبابة [عند ابن عبد الدائم].
ولفظ ابن المبارك [عند النسائي]: لا بأس بالحجامة للصائم إذا لم يجد ضعفاً.
ولفظ غندر [عند البزار]: حدثنا شعبة، قال: سمعت قتادة، يحدث عن أبي المتوكل، عن أبي سعيد؛ أنه كان يكره الحجامة للصائم من أجل الضعف.
أخرجه النسائي في الكبرى (٣/ ٣٤٧/ ٣٢٣١)، وابن خزيمة (٣/ ٢٣٢/ ١٩٧١)، وابن أبي شيبة (٦/١٢/٩٥٧٣ - ط الشثري)، والبزار (٧١٢ و ٧١٣ - مختصر زوائد البزار)، والطحاوي في شرح المعاني (٢/ ٣٤٢٩/ ١٠٠)، والعقيلي في الضعفاء (٢/ ٢٤٥)، وابن المظفر في حديث شعبة (٧٢)، والبيهقي (٤/ ٢٦٤)، وأحمد بن عبد الدائم المقدسي في منتقى من حديث الجصاص والحنائي (٤٢)، وابن حجر في تغليق التعليق (٣/ ١٨٣). [التحفة (٣/ ٤٢٢/ ٤٢٦٠)، الإتحاف (٥/ ٣٦١/ ٥٥٨٦)، المسند المصنف (٢٨/ ٢٧٩ / ١٢٧٠٦)].
وهذا موقوف على أبي سعيد الخدري بإسناد صحيح.
قال البزار:«هكذا رواه شعبة ولم يرفعه، وقد نحا به نحو المرفوع، إذ قال: إنما كرهت الحجامة».
وقال ابن خزيمة: «فخبر قتادة، وخبر أبي بحر، عن حميد والضحاك بن عثمان: