دونه؛ فقد رواه أبو ذر عن مشايخه على الصواب، ولكن وقع في كثير من الروايات: سمعت ثابتاً البناني، يسأل أنس بن مالك، وهو خطأ.
وقد رواه إبراهيم بن الحسين بن ديزيل الحافظ، وجعفر بن محمد القلانسي، وأبو قرصافة محمد بن عبد الوهاب العسقلاني، وغيرهم، عن آدم، عن شعبة، عن حميد الطويل، قال: سمعت ثابتاً يسأل أنساً، وهذا هو الذي لا يتجه غيره؛ فإن شعبة لم يلحق أنساً، ولم يسمع منه، وإن كان بعضهم أثبت له رؤية.
وقد أصلحت في بعض النسخ من الصحيح:«سئل أنس» وهو أقرب إلى الصواب من الأول، وهذا ليس من شرطنا بل نبهنا عليه للفائدة».
قلت: وقع في رواية البخاري خلل في الإسناد: سَقَطَ من الإسناد: حميد الطويل بين شعبة وثابت، فإن شعبة لم يحضر هذه الواقعة يقيناً، ولذا أصلح بعضهم الخلل، وجعل العبارة: سئل أنس، والصواب: سمعت ثابتاً يسأل أنس بن مالك، والصواب فيما ذهب إليه: الإسماعيلي، والبيهقي، ومن تبعهما.
فقد رواه إبراهيم بن الحسين [إبراهيم بن الحسين بن علي أبو إسحاق الهمذاني الكسائي، المعروف بابن ديزيل: ثقة حافظ. الإكمال لابن ماكولا (٤/ ٢٦٥). تاريخ دمشق (٦/ ٣٨٧). السير (١٣/ ١٨٤). اللسان (١/ ٢٦٥)]، وجعفر بن محمد القلانسي [جعفر بن محمد بن حماد أبو الفضل القلانسي، من أهل الرملة، سكن عسقلان، وحدث بدمشق: ذكره ابن حبان في الثقات، وروى عنه جماعة من الثقات الحفاظ والمصنفين، مثل: ابن جوصا، وأبي عوانة، وخيثمة الأطرابلسي، والطبراني، وقال الذهبي في السير:«صدوق عابد، كبير القدر». الثقات (٨/ ١٦٣). السير (١٤/ ١٠٨). تاريخ الإسلام (٦/ ٥٣٢)]، وأبو قرصافة محمد بن عبد الوهاب بن موسى بن بسام [وهو: ابن أبي تمام العسقلاني، روى عنه جماعة من الثقات الحفاظ والمصنفين، مثل: أبي عوانة، وخيثمة الأطرابلسي، والطبراني، وغيرهم، وهو مشهور بالرواية عن آدم. انظر: تلخيص المتشابه (٢/ ٦٣٨)]، قالوا:
حدثنا آدم، قال: ثنا شعبة، عن حميد، قال: سمعت ثابت البناني، وهو يسأل أنس بن مالك: أكنتم تكرهون الحجامة للصائم؟ فقال: لا؛ إلا من أجل الضعف. لفظ ابن ديزيل [عند البيهقي والحداد].
أخرجه الإسماعيلي في مستخرجه على البخاري [عزاه إليه: ابن الملقن في التوضيح (١٣/ ٢٩٩)، وابن حجر في التغليق (٣/ ١٨٣)]، وأبو نعيم في مستخرجه على البخاري [عزاه إليه: ابن الملقن في التوضيح (١٣/ ٢٩٩)]، والبيهقي في الكبرى (٤/ ٢٦٣)، وفي الصغرى (٢/ ١٠١/ ١٣٤٩)، وفي المعرفة (٦/ ٣٢١/ ٨٨٧٢)، وأبو نعيم الحداد في جامع الصحيحين (٢/ ١٨٧/ ١١٤٧).
قال البيهقي في المعرفة:«وقد أشار إليه الشافعي في كتاب حرملة».