ثم ساق العقيلي هذا الحديث، ثم قال: «والرواية في هذا فيها لين من غير هذا الوجه».
• هكذا ذهب العقيلي إلى تضعيف أحاديث: أن النبي ﷺ احتجم وهو صائم.
• وقد سئل علي بن المديني عن حديث: الأنصاري، عن حبيب بن الشهيد، عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس؛ أن النبي ﷺ احتجم وهو صائم؟ قال: «ليس من ذاك شيء، إنما أراد: حديث حبيب، عن ميمون، عن يزيد بن الأصم: تزوج النبي ﷺ ميمونة محرماً» [المعرفة والتاريخ (٣/٧)].
هكذا جزم ابن المديني بكون حديث الأنصاري غلطاً محضاً؛ إنما رواه الناس من حديث حبيب عن ميمون عن يزيد بن الأصم في قصة زواج ميمونة.
• وقال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه».
وهذه إشارة دقيقة من الترمذي لرد هذا الحديث؛ حيث تفرد به الأنصاري، ولم يتابع عليه، بل قد خولف في إسناده ومتنه، كما سيأتي بيانه.
• وقال النسائي قولاً صريحاً في رد حديث الأنصاري هذا وإنكاره، حيث قال: «هذا منكر، لا نعلم أحداً رواه عن حبيب غير الأنصاري، ولعله أراد أن النبي ﷺ تزوج ميمونة».
• وقال ابن أبي حاتم في العلل (٣/ ٢٤٢/ ٨٣٢): «وسمعت أبي، وذكر حديثاً رواه محمد بن عبد الله الأنصاري، عن حبيب بن الشهيد، عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس؛ أن رسول الله ﷺ تزوج ميمونة وهو محرم.
فقال أبي: قال أحمد بن حنبل: يقال: إن غلاماً كان للأنصاري أدخل هذا الحديث على الأنصاري».
• وقال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن حبيب إلا الأنصاري».
• وقال البيهقي في المعرفة (٦/ ٣٢٠): ورواه أيضاً: أبو مسلم الكجي، عن الأنصاري، فقال: وهو صائم محرم، ورواته كلهم ثقات؛ إلا أن علي بن المديني كان يزعم أنه بهذا الإسناد غير محفوظ، وذكره أيضاً يحيى القطان.
وقال أحمد بن حنبل: ميمون بن مهران أوثق من عكرمة، ميمون ثقة، وذكره بخير، فكأنه أشار إلى صحة الحديث، والله أعلم.
قلت: سبق توجيه قول أحمد في ميمون وكلام أحمد في رواية مهنا صريح في تضعيف هذا الحديث؛ فإنه لما سأله مهنا عن هذا الحديث، قال: «ليس بصحيح»، وضعفه كذلك في رواية الأثرم، وقد اتفق على تضعيف حديث الأنصاري هذا قبل زمن البيهقي: يحيى بن سعيد القطان، ومعاذ بن معاذ العنبري، وعلي بن المديني، وأحمد بن حنبل، والترمذي والنسائي، والعقيلي.
• وساق الخطيب في تاريخ بغداد (٣/ ٤٠٧) رواية عبد الله بن أحمد عن أبيه في