وقال السيوطي في الجامع الكبير (٢٤/١٢): «عن عطاء؛ أن النبي ﷺ احتجم بالقاحة وهو محرم، صائم، فغشى عليه، فنهى أن يحتجم الرجل وهو صائم. ابن جرير».
ط - ورواه محمد بن غالب الأنطاكي، قال: حدثنا أبو الجواب: حدثنا عمار بن رزيق لا بأس به، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس، قال: تزوج رسول الله ﷺ ميمونة بنت الحارث وهو محرم.
أخرجه الحسن بن أحمد المخلدي في فوائده (١٩١).
قلت: المعروف عن ابن أبي ليلى في هذا ما رواه عنه بعض أصحابه، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس؛ أن رسول الله ﷺ احتجم وهو صائم محرم بين مكة والمدينة.
وأما هذا الحديث فهو وهم، تفرد به عن عمار بن رزيق: أبو الجواب الأحوص بن جواب، وهو: صدوق، له أوهام، وأفراد لم يتابع عليها [وانظر ترجمته وحديثاً وهم فيه: فضل الرحيم الودود (٣/ ٢٧٧/ ٢٦٦)].
والراوي عنه: أبو بكر محمد بن غالب الأنطاكي: روى عنه جمع من الثقات، وذكره ابن حبان في الثقات (٩/ ١٣٩)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٨/ ٥٥)، وقال: كتبت أطرافاً من حديثه، ولم يقض لنا السماع منه، وليس بذاك المشهور.
• وانظر في الأوهام أيضاً: أطراف الغرائب والأفراد (١/ ٤٢٧/ ٢٣١٦).
ي - ورواه أبو بكر بن علي [أحمد بن علي بن سعيد المروزي القاضي: ثقة حافظ]، قال: حدثنا خلف بن سالم [المخرمي: ثقة حافظ]، قال: حدثنا أبو أحمد [الزبيري محمد بن عبد الله بن الزبير: ثقة ثبت]، قال: حدثنا شريك، عن خصيف، عن مقسم، عن ابن عباس، قال: احتجم رسول الله ﷺ وهو صائم محرم.
أخرجه النسائي في الكبرى (٣/ ٣٤٣/ ٣٢١٥). [التحفة (٤/ ٧١٦/ ٦٤٨٩)، المسند المصنف (١٢/ ١٦٥/ ٥٨٠١)].
قلت: ولا يثبت هذا أيضاً؛ خصيف بن عبد الرحمن الجزري: ليس بالقوي، سيئ الحفظ، ينفرد عن الثقات بما لا يتابع عليه.
وشريك بن عبد الله النخعي: صدوق، سيئ الحفظ.
• وحاصل ما تقدم: فإن هذا الحديث قد رواه عن مقسم عن ابن عباس؛ أن النبي ﷺ احتجم وهو صائم يزيد بن أبي زياد، والحكم بن عتيبة، وخصيف بن عبد الرحمن.
أما يزيد بن أبي زياد، وخصيف بن عبد الرحمن: فليسا بالقويين، وأما الحكم بن عتيبة: فهو ثقة ثبت، لكنه لم يسمع هذا الحديث من مقسم، وقد أنكر الأئمة هذا الحديث بزيادة الصيام فيه من هذا الوجه.
وممن صرح بذلك:
شعبة، حيث قال: «لم يسمع الحكم حديث مقسم في الحجامة والصيام من مقسم». وقال ابن معين: «هذا حديث ينكرونه على يزيد بن أبي زياد».