قلت: قصر به عارم فأرسله، ومحمد بن الفضل السدوسي عارم، وإن كان ثقة ثبتاً؛ إلا إنه تغير في آخر عمره واختلط، وشيخ النسائي: أبو داود سليمان بن سيف الحراني: ثقة ثبت، لكنه توفي سنة (٢٧٢)، فليس هو من طبقة من سمع من عارم قبل الاختلاط [الكواكب النيرات (٥٣). التهذيب (٣/ ٦٧٥)]، والصواب ما رواه جماعة الثقات عن ثابت بن يزيد به موصولاً، والله أعلم.
• ورواه سعيد بن سليمان الواسطي، وسريج بن النعمان، وداود بن رشيد [وهم ثقات]:
حدثنا عباد بن العوام [واسطي]، ثقة، أكبر وأقدم وفاة من يحيى بن سعيد القطان، وعليه فهو قديم السماع من هلال، عن هلال بن خباب، عن عكرمة، عن ابن عباس؛ أن امرأة من اليهود أهدت لرسول الله ﷺ شاة مسمومة، فأرسل إليها، فقال:«ما حملك على ما صنعت؟»، قالت: أحببتُ أو أردتُ إن كنت نبياً فإن الله سيطلعك عليه، وإن لم تكن نبياً أُريحُ الناس منك. قال: وكان رسول الله ﷺ إذا وجد من ذلك شيئاً احتجم، قال: فسافر مرة، فلما أحرم وجد من ذلك شيئاً فاحتجم. لفظ سريج [عند أحمد].
ولفظ سعيد [عند ابن سعد (٢/ ٢٠٠)، وابن السماك]: عن ابن عباس: أن امرأة من يهود خيبر أهدت الرسول الله ﷺ شاة مسمومة، ثم علم بها أنها مسمومة، فأرسل إليها، فقال:«ما حملك على ما صنعتِ؟»، قالت: أردتُ أن أعلم إن كنت نبياً فسيطلعك الله عليه، وإن كنت كاذباً نريح الناس منك. فكان رسول الله ﷺ إذا وجد شيئاً احتجم، قال: فخرج مرة إلى مكة، فلما أحرم وجد شيئاً فاحتجم. وبنحوه رواه داود بن رشيد [عند السراج، وأبي نعيم في الدلائل، واختصره في الطب].
أخرجه أحمد (١/ ٣٠٥)، وابن سعد في الطبقات (١/ ٤٤٦) و (٢/ ٢٠٠)، وأبو العباس السراج في حديثه بانتقاء زاهر الشحامي (٢٦٢٥)، والحسن بن أحمد المخلدي في الثاني من فوائده «المخلديات»(٣١٠ - انتخاب البحيري)، وأبو علي ابن شاذان في الثامن من حديث أبي عمرو ابن السماك عن شيوخه (١٣٠)، وأبو نعيم في الدلائل (١٣٨ و ١٧٢ - الفصل السادس عشر/ ط جامعة أم القرى)، وفي الطب النبوي (٥٦٥). [الإتحاف (٧/ ٨٦٤١/ ٦٣٢)، المسند المصنف (١٣/ ١١١/ ٦٢٥٣)].
قال ابن كثير في البداية (٦/ ٣٢٦): «تفرد به أحمد، وإسناده حسن».
قلت: وهذا حديث صحيح.
• وقد رواه أيضاً: داود بن رشيد، وسعيد بن سليمان:
حدثنا عباد بن العوام [واسطي ثقة]، عن سفيان بن حسين [واسطي ثقة، يضعف حديثه عن الزهري]، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة؛ أن امرأة من يهود خيبر أهدت للنبي ﷺ شاة مسمومة، فأرسل إليها رسول الله ﷺ:«ما حملك على ما صنعتِ؟»، قالت: أردتُ أن أعلم إن كنت نبياً