دحيم، وأبو زرعة الرازي، وذكره ابن حبان في الثقات، وضرب أبو مسهر على حديثه، وأيده ابن معين، ولعله لأجل قوله في القدر، وقال النسائي بعد حديثه في الحيض: «ليس بذاك القوي» [التهذيب (٤/ ٢٣٣) (١٣/ ٦٨٩ - ط دار البر). الجرح والتعديل (٨/ ٤٤٧)]
والطرف الأول من هذا الحديث: احتجم رسول الله ﷺ وهو محرم: إنما يُعرف من حديث عطاء بن أبي رباح، وطاووس بن كيسان عن ابن عباس، ولا يثبت من حديث مجاهد عن ابن عباس موصولاً، إنما يُروى عنه مرسلاً [وسيأتي في موضعه تحت الحديث الآتي برقم (١٨٣٦)].
ولم يقرن الرواة عن عطاء وطاووس ومجاهد طرف التسوك وهو محرم، وإنما اقتصروا على الطرف الأول حسب.
فلا تثبت عندي هذه الزيادة التي انفرد بها النعمان بن المنذر، والله أعلم.
وأما حديث النعمان بن المنذر، عن عطاء، وطاووس، عن ابن عباس، أن النبي ﷺ احتجم وهو محرم من وَجَع؛ فهو حديث صحيح.
١٤ - ورواه أبو داود الطيالسي [ثقة حافظ]، وأبو عامر عبد الملك بن عمرو العقدي [ثقة]، قالا:
حدثنا رباح بن أبي معروف، عن عطاء، عن ابن عباس؛ أن رسول الله ﷺ احتجم وهو صائم. لفظ الطيالسي في مسنده. ولفظه عند ابن عدي: أن النبي ﷺ احتجم وهو صائم، وأن رسول الله ﷺ تزوج وهو محرم. لكن البزار قرن حديث أبي عامر العقدي عن رباح هذا بحديث الليث بن سعد عن أبي الزبير عن عطاء عن ابن عباس، عن النبي ﷺ أنه احتجم وهو محرم. فدل على أن العقدي قال في حديثه: وهو محرم.
أخرجه الطيالسي (٤/ ٣٧٩/ ٢٧٧٩)، والبزار (١١/ ٢١٣/ ٤٩٧١)، وابن عدي في الكامل (٤/ ١٠٨) (٥/٢٨/٧٠٦١ - ط الرشد).
• قلت: من قال: احتجم وهو صائم؛ فقد أخطأ، ومن قال: احتجم وهو محرم؛ فقد أصاب، فقد رواه عمرو بن دينار، ومعقل بن عبيد الله، وأبو الزبير، والنعمان بن المنذر، عن عطاء به؛ فقالوا: وهو محرم.
ورباح بن أبي معروف: صالح في المتابعات، ليس بالقوي إذا انفرد، لا يحتج به، ولا يحتمل تفرده عن الثقات المشاهير [انظر: التهذيب (٤/ ٢٥٨ - ط دار البر)].
١٥ - ورواه أبو محمد عبد الله بن موسى بن أبي عثمان الدهقان [الأنماطي: قال الخطيب: «ما علمت من حاله إلا خيراً»، روى عنه جماعة منهم: العقيلي، وابن قانع، والطبراني، ودعلج. تاريخ بغداد (١١/ ٣٨١). تاريخ الإسلام (٢٠/ ٢١٠)]: ثنا الربيع بن ثعلب [أبو الفضل المروزي: ثقة. سؤالات ابن محرز (١/ ٩١/ ٣٤٠). الجرح والتعديل (٣/ ٤٥٦). الثقات (٨/ ٢٤٠). تاريخ بغداد (٩/ ٤١٠). تاريخ الإسلام (٥/ ٨٢٠).