فرواه داود العطار، ومسلم بن خالد، عن ابن جريج، عن عطاء، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ. وكذلك قال أبو حاتم الرازي: عن الأنصاري، عن ابن جريج. وغيرهم يرويه: عن ابن جريج، عن عطاء، عن أبي هريرة موقوفاً».
• وجه آخر من الاختلاف على طاووس:
١١ - يرويه: أبو طلحة الخزاعي موسى بن عبد الله، قال: حدثنا أحمد بن إسحاق [الحضرمي: ثقة، كان يحفظ حديثه]، قال: حدثنا وهيب [وهيب بن خالد: ثقة ثبت]، عن ابن طاووس، عن أبيه، عن ابن عباس ﵄؛ أن النبي ﷺ احتجم وهو صائم، واستعط. أخرجه البزار (١١/ ١٥٦/ ٤٨٨٩).
قال البزار: «وهذا الحديث قد روي عن النبي ﷺ من وجوه: أنه احتجم وهو صائم، وروي عن ابن عباس أيضاً من وجوه، ولا نعلم أحداً قال: واستعط؛ إلا من هذا الوجه، ووهيب: ثقة حافظ».
قلت: زيادة الصيام في هذا الحديث زيادة شاذة، لا تثبت فقد اختصره راويه وزاد فيه ما ليس منه، والمحفوظ في متنه: احتجم، وأعطى الحجام أجره، واستعط. بدون قيد الصيام.
والوهم فيه عندي من شيخ البزار: موسى بن عبد الله بن موسى الخزاعي، أبي طلحة البصري، روى عنه النسائي وجماعة، وقال: «لا بأس به» [التهذيب (١٣/ ٤٣٥ - ط دار البر)].
وخالفه: محمد بن إسحاق أبو بكر الصغاني [ثقة ثبت حافظ]، وعثمان بن أبي شيبة [ثقة حافظ]، وابن الفرج الأزرق البغدادي [محمد بن الفرج بن محمود أبو بكر الأزرق: صدوق]، فقالوا:
حدثنا أحمد بن إسحاق: حدثنا وهيب، عن عبد الله بن طاووس، عن أبيه، عن ابن عباس؛ أن النبي ﷺ احتجم، وأعطى الحجام أجره، واستعط. لفظ الصغاني وابن الفرج [مقرونين عند أبي عوانة].
ولفظ عثمان [عند أبي داود]: أن رسول الله ﷺ استعط.
أخرجه أبو داود (٣٨٦٧)، وأبو عوانة (١٧/ ٤١٩/ ٩٦٨٦). [التحفة (٤/ ٤٢٠/ ٥٧٢٣)، الإتحاف (٧/ ٢٧٧/ ٧٨٠٨)، المسند المصنف (١٣/ ١٠٢/ ٦٢٤٥)].
وهذا حديث صحيح.
• وهكذا رواه جماعة الثقات عن وهيب:
فقد رواه عفان بن مسلم، وموسى بن إسماعيل التبوذكي، والمغيرة بن سلمة المخزومي، ومعلى بن أسد، وحبان بن هلال، وسليمان بن حرب، ويحيى بن حسان التنيسي، وإبراهيم بن الحجاج السامي، وسهل بن بكار، وعبد الله بن سوار العنبري، ويحيى بن إسحاق أبو زكريا السيلحيني، وأبو سعيد عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري مولى بني هاشم، وغيرهم، فقالوا:
