قلت: قد رواه جماعة من الثقات المتقنين عن ابن عيينة بغير شك، وإنما كان هذا من ابن عيينة، ثم ترك الشك فيه.
وقال ابن حجر في الفتح (٤/٥٠) بعد رواية الصريفيني عند الإسماعيلي: «فإن كان هذا محفوظاً فلعل سفيان تردد في كون عمرو سمعه منهما؛ لما خشي من كون ذلك صدر منه حالة الغضب، على أنه قد حدث به فجمعهما، قال أحمد في مسنده: حدثنا سفيان، قال: قال عمرو أولاً فحفظناه، قال: طاووس، عن ابن عباس فذكره، فقال أحمد: وقد حدثنا به سفيان، فقال: قال عمرو: عن عطاء وطاووس، عن ابن عباس.
قلت: وكذا جمعهما عن سفيان مسدد عند المصنف في الطب، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأبو خيثمة، وإسحاق بن راهويه عند مسلم، وقتيبة عند الترمذي والنسائي.
وتابع سفيان على روايته له عن عمرو لكن عن طاووس وحده: زكريا بن إسحاق، أخرجه أحمد وأبو عوانة وابن خزيمة والحاكم، وله أصل عن عطاء أيضاً؛ أخرجه أحمد والنسائي من طريق الليث، عن أبي الزبير، ومن طريق: ابن جريج كلاهما عنه».
وللحديث طرق أخرى:
١ - رواه روح بن عبادة [ثقة فاضل]: حدثنا زكريا بن إسحاق [مكي، ثقة]: حدثنا عمرو بن دينار، عن طاووس، قال: قال ابن عباس: احتجم رسول الله ﷺ وهو محرم على رأسه.
أخرجه ابن خزيمة (٤/ ١٨٧/ ٢٦٥٧)، وأبو عوانة (٩/ ١٥٨/ ٣٦٢٧)، والحاكم (١) (٤٥٣) (٢/ ٥٣٤/ ١٦٧٨ - ط المنهاج القويم) (٢/ ٣٨٢/ ١٦٨٢ - ط الميمان)، وأحمد (١) (٣٧٢). [الإتحاف (٧/ ٢٦١/ ٧٧٧٩)، المسند المصنف (١٢/ ١٥٦/ ٥٧٩٥)].
قلت: وهذا حديث صحيح.
قال الحاكم: «هذا حديث مخرج بإسناده في الصحيحين دون ذكر الرأس، وهو صحيح على شرطهما».
٢ - ورواه محمد بن سنان القزاز: ثنا أبو إسحاق الضرير إسماعيل بن عبد الملك: ثنا أشعث أبو الربيع، عن عمرو بن دينار، عن طاووس، عن ابن عباس، قال: احتجم رسول الله ﷺ وهو صائم.
أخرجه أحمد بن عبد الدائم المقدسي في جزء منتقى من حديث أبي يوسف يعقوب بن أحمد الجصاص وأبي بكر عبد الله بن محمد الحنائي (٥٩).
قلت: وهذا حديث باطل؛ أشعث بن سعيد أبو الربيع السمان البصري: متروك، قال هشيم: «كان يكذب»، وقال العقيلي بعد أن ساق في ترجمته حديثين: «وله غير حديث من هذا النحو، لا يُتابع على شيء منها» [التهذيب (١/ ١٧٨). الميزان (١/ ٢٦٣)].
وأبو إسحاق الضرير إسماعيل بن عبد الملك بن أبي شبيب الخراز البصري: مجهول الحال [انظر: الكنى لمسلم (٣٨). الموضح (١/ ٤٢٤). تجريد الأسماء والكنى (١/ ٨٧)].
