للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

(٢/ ٥٢٨/ ١٦١٣)، والقاضي أبو يعلى في التعليقة الكبيرة (١/ ٣٦٣)، وابن قدامة في المغني [(٥/ ١٣٠)]، والبيهقي (٥/ ٧٠).

وهذا موقوف على ابن عمر بإسناد صحيح، لكنه لم يشتهر عن عبيد الله بن عمر العمري، فلم يروه عنه ثقات أصحابه المكثرين من أهل الحجاز وأهل العراق، كما لم يشتهر أيضاً عن نافع، فلم يروه مالك، ولا أيوب، ولا جماعة أصحابه المكثرين عنه، وهؤلاء الثلاثة الذين رووه عن عبيد الله: ليسوا من المكثرين عنه، وليس لهم عنه رواية في الكتب الستة، سوى أبي معاوية الضرير، فقد روى له عن عبيد الله: أبو داود والنسائي وابن ماجه.

وأقصد من هذا: ألا يُقدَّم هذا الموقوف على المرفوع الصحيح من حديث أم الحصين، في إباحة استظلال المحرم حال ركوبه على البعير، بل ولا يُقدم أيضاً على ما ثبت عن أبيه الخليفة الراشد عمر بن الخطاب، أنه كان يستظل بالكساء والنطع يطرحه على الشجرة، لاسيما مع مجيء النص النبوي في وجوب اتباع سنة الخلفاء الراشدين: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي»، وقد أمرنا بالاقتداء به، فقال: «اقتدوا باللذين من بعدي: أبي بكر وعمر»، ثم إنه قد علق حصول الرشد بطاعته: «إن يطع الناس أبا بكر وعمر يرشدوا» [تقدم برقم (٤٤١)]، والله أعلم.

قال النووي في شرح مسلم (٩/٤٦): «رواه البيهقي بإسناد صحيح».

وقال في المجموع (٧/ ٢٦٨)، وفي شرحه على مسلم (٩/٤٦): «وقول ابن عمر ليس فيه نهي، ولو كان فحديث أم الحصين مقدم عليه، والله أعلم».

وقال في موضع آخر من المجموع (٣٥٦)؛ بأنه: «محمول على الاستحباب».

هـ قال أبو عبيد: «قوله: أضح: المحدثون يقولونه بفتح الألف وكسر الحاء، من: أَضحَيتُ فأنا أضحى، وقال الأصمعي: إنما هو: إضحَ لمن أحرمت له، بكسر الألف وفتح الحاء، من: ضَحِيتُ، فأنا أضحى، وهو عندي على ما قال الأصمعي؛ لأنه إنما أمره بالبروز للشمس، وكره له الظلال، ومن هذا قوله : ﴿وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأ فِيهَا وَلَا تَضْحَى﴾ [طه: ١١٩].

وأما: أضح فمن أضحيت، وإنما يكون هذا من الضحاء، يقال: أقمت بالمكان حتى أضحيت». [وممن ذهب إلى هذا أيضاً: ابن الأنباري في شرح المفضليات (٨١٦)، وابن خالويه في إعراب ثلاثين سورة (٩٥)، وأبو عبيد الهروي في الغريبين (٤/ ١١١٦)، وابن الأثير في النهاية (٣/ ٧٧)، والقرطبي في التفسير (١١/ ٢٥٤)، وابن تيمية في شرح العمدة (٤/ ٥٠٥ - ط عطاءات العلم)، وانظر أيضاً: تهذيب اللغة (٥/ ٩٨). القرى لقاصد أم القرى (٢/ ٥٢٣)].

وقال الخطابي في الغريب (٣/ ٢٤٧)، وإصلاح غلط المحدثين (٥٢): «وفي حديث ابن عمر : إضح لمن أحرمت له.

<<  <  ج: ص:  >  >>