الخطاب حاجا [من المدينة إلى مكة] إلى أن رجعنا، فما ضرب فسطاطا ولا خباء، كان يلقي الكساء والنطع على الشجرة، فيستظل به.
فهو صحيح عن عمر، وتقدم بيان دلالته.
٢ - عن عائشة أم المؤمنين:
يرويه: يزيد بن هارون [ثقة متقن]، عن حماد بن سلمة [ثقة]، عن أم شبيب؛ أن عائشة سئلت عن المحرم يصيبه البرد؟ فقالت: يقول بثوبه هكذا، ويرفعه فوق رأسه.
أخرجه ابن أبي شيبة (٨/ ٢٩١/ ١٤٨٤٥ - ط الشثري).
وهذا موقوف على عائشة بإسناد صحيح؛ أم شبيب العبدية: بصرية، ثقة، سمعت عائشة، وسمع منها حماد بن سلمة [طبقات ابن سعد (٨/ ٤٨٧). سؤالات ابن طهمان (٣٣٢). التاريخ الكبير (٤/ ٢٣٣). الجرح والتعديل (٤/ ٣٦٠)].
٣ - عن جابر بن عبد الله:
يرويه: يزيد بن هارون [ثقة متقن]، قال: أخبرنا حماد بن سلمة [ثقة]، عن أبي الزبير، عن جابر؛ بمثله [أي بمثل قول عائشة إذ سئلت عن المحرم يصيبه البرد؟ فقالت: يقول بثوبه هكذا، ويرفعه فوق رأسه].
أخرجه ابن أبي شيبة (٨/ ٢٩١/ ١٤٨٤٦ - ط الشثري).
وهذا موقوف على جابر بإسناد صحيح، وفيه دليل على إباحة استظلال المحرم بما لم يمس رأسه، اتقاء الضرر.
٤ - عن ابن عمر:
يرويه: يزيد بن هارون، وأبو معاوية محمد بن خازم الضرير، وشجاع بن الوليد [وهم ثقات]:
حدثنا عبيد الله بن عمر: حدثني نافع، قال: أبصر ابن عمر ﵁ رجلا على بعيره، وهو محرم، قد استظل بينه وبين الشمس، فقال له: إضح لمن أحرمت له. لفظ شجاع [عند البيهقي].
ولفظ يزيد [عند أبي عبيد]: أنه رأى رجلا محرما قد استظل فقال: إضح لمن أحرمت له.
ولفظ أبي معاوية [عند ابن أبي شيبة]: أنه رأى رجلا محرما قد استظل بعود، فقال: إضح لمن أحرمت له.
وفي رواية ذكرها أحمد، واحتج بها: عن ابن عمر؛ أنه رأى رجلا محرما على رحل قد رفع ثوبا بعود يستره من حر الشمس، فقال: إضح لمن أحرمت له.
أخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في غريب الحديث (٥/ ٢٧١/ ٨٩٦)، وسعيد بن منصور [عزاه إليه: المحب الطبري في القرى (٢/ ٥٢٢/ ٥٠٢)]، وابن أبي شيبة (٨/ ٢٨٩/ ١٤٨٣٦ - ط الشثري)، وأبو بكر الأثرم [عزاه إليه: غلام الخلال في زاد المسافر