للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

القوم حتى انتهى إلي، فقلت: أنا محمد بن علي بن حسين، فأهوى بيده إلى رأسي فنزع زري الأعلى، ثم نزع زري الأسفل … فذكر حديث جابر الطويل في صفة الحج، وفيه: وأمر بقبة من شعر تضرب له بنمرة، … ، فأجاز رسول الله حتى أتى عرفة، فوجد القبة قد ضربت له بنمرة، فنزل بها، … الحديث.

أخرجه مسلم (١٢١٨ و ١٢٦٣)، وأبو داود (١٨١٣ و ١٩٠٥ - ١٩٠٩). [ويأتي تخريجه مفصلا في موضعه من السنن إن شاء الله تعالى].

وموضع الشاهد منه: أن المحرم يباح له الاستظلال من الشمس، سواء بالدخول في الخيام ونحوها، أو يظلل عليه في المحمل، أو بثوب يرفعه نحو الشمس يحجب عنه حرها، دون أن يمس رأسه، ونحو ذلك، والله أعلم.

ومن أجمع ما قيل في ذلك: قول الشافعي في الأم (٣/ ٥٢٢): «ويستظل المحرم على المحمل، والراحلة، والأرض، بما شاء ما لم يمس رأسه».

٢ - حديث آخر لجابر:

يرويه: عاصم بن عمر بن حفص، عن عاصم بن عبيد الله، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله : «ما من محرم يضحى لله يومه يلبي، حتى تغيب الشمس، إلا غابت بذنوبه، فعاد كما ولدته أمه».

وفي رواية للبيهقي (٥/ ٧٠): «ما من محرم يضحى للشمس حتى تغرب إلا غربت بذنوبه حتى يعود كما ولدته أمه».

أخرجه ابن ماجه (٢٩٢٥)، وأحمد (٣/ ٣٧٣)، وغيرهما. [التحفة (٢/ ٢٦٥/ ٢٣٦٢)، الإتحاف (٣/ ٢٠٩/ ٢٨٤٨)، المسند المصنف (٥/ ٣٥١/ ٢٦٩٤)].

قال البيهقي: «هذا إسناد ضعيف، وما قبله موقوف [يعني: أثر ابن عمر]، وحديث أم الحصين: حديث صحيح، وبالله التوفيق».

قلت: هذا حديث باطل؛ تفرد به: عاصم بن عبيد الله العمري، وهو: منكر الحديث، كان عبد الرحمن بن مهدي ينكر حديثه أشد الإنكار، وقال أحمد: «سمعت سفيان بن عيينة، يقول: كان بعض الشيوخ يتقي حديث عاصم بن عبيد الله، الذي يحدث عن عبد الله بن عامر بن ربيعة [العلل (٣/ ٢١٤/ ٤٩٢٣) وقال البخاري وأبو حاتم: منكر الحديث، زاد أبو حاتم: مضطرب الحديث، ليس له حديث يعتمد عليه»، وأنكر عليه أبو حاتم عدة أحاديث، وقال بأنها باطلة، أو منكرة، أو ليس لها أصل، قلت: نعم قد تفرد بغير حديث منكر، أو باطل؛ لم يتابع على أصله، وجمهور أئمة النقاد على تضعيفه، وقد فصلت القول فيه في فضل الرحيم الودود (١٨/ ٣١٩/ ١٤٩٨)، وذكرت له هناك طرفا من مناكيره.

وعاصم بن عمر بن حفص بن عاصم العمري: ضعفوه، قال البخاري: «منكر الحديث»، وقال أبو زرعة الرازي: «واهي الحديث جدا»، وقال النسائي: «متروك

<<  <  ج: ص:  >  >>