ولفظ ابن رجاء [عند الطبراني]: عن يحيى بن الحصين، عن جدته أم الحصين، قالت: أنا رأيت رسول الله ﷺ يخطب بمنى، قد التحف بثوبه، وإن عضلة عضده ترتج، وهو يقول:«يا أيها الناس! اتقوا الله، واسمعوا وأطيعوا، وإن أُمر عليكم عبد حبشي مجدع، فاسمعوا وأطيعوا ما أقام فيكم كتاب الله تعالى».
وقال وكيع في روايته [عند أحمد]: عن يحيى بن الحصين، عن أمه، قالت: سمعت النبي ﷺ بعرفات، يخطب في حجة الوداع، يقول:«يا أيها الناس! اتقوا الله، واسمعوا وأطيعوا، وإن أُمر عليكم عبد حبشي مجدع، ما أقام فيكم كتاب الله ﷿».
ولفظ أبي يوسف: رأيت رسول الله ﷺ ملتحفاً بثوبه، قد جعله تحت إبطه، وهو يقول:«أيها الناس اتقوا الله، واسمعوا وأطيعوا، وإن أُمر عليكم عبد حبشي أجدع، فاسمعوا له وأطيعوا».
أخرجه أبو يوسف في الخراج (١٩)، وابن سعد في الطبقات (٨/ ٣٠٥)، وإسحاق بن راهويه (٢٤١٥ و ٢/ ٢٤٢٠/ ٤٥٣)، وأحمد (٤/ ٧٠) و (٥/ ٣٨١) و (٦/ ٤٠٢)، وعبد بن حميد (١٥٦٠)، والطبراني في الكبير (٢٥/١٥٦/٣٧٧). [الإتحاف (١٨/٢٤٦/٢٣٦١٦)، المسند المصنف (٤٠/٢٣١/١٩١٩٥)].
وهذا حديث صحيح، والصواب أن هذه الخطبة كانت بمنى على راحلته، بعد جمرة العقبة، وعبيد الله بن موسى وعبد الله بن رجاء: أثبت في إسرائيل من وكيع، وتابعهما: أبو غسان مالك بن إسماعيل، والله أعلم.
وقد روى وكيع هذا الحديث بذكر عرفة فيه: عن شعبة، وعن يونس بن أبي إسحاق، وعن إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق، وقد توبع فيه عن شعبة، وعن يونس، ولكنه خولف عن إسرائيل، خالفه ثلاثة مكثرون عن إسرائيل، فهم لحديثه أضبط، والله أعلم.
عبيد الله بن موسى: كوفي ثقة، قال أبو حاتم:«عبيد الله: أثبتهم في إسرائيل»، واعتمده الشيخان في إسرائيل [التهذيب (٣/٢٨). الجرح والتعديل (٥/ ٣٣٥)]، وعبد الله بن رجاء الغداني البصري: صدوق، اعتمده البخاري في إسرائيل، وقال أبو زرعة:«حسن الحديث عن إسرائيل» [التهذيب (٦/ ٦٦٣ - ط دار البر)]، ومالك بن إسماعيل أبو غسان النهدي: ثقة متقن، اعتمده البخاري في إسرائيل [التهذيب (١٢/ ٤٨٦ - ط دار البر)].
ومن دلائل وهم وكيع بذكر عرفة فيه، أنه وهم في إسناده، حيث قال: عن أمه، وإنما هي جدته أم الحصين، وقد يقال للجدة أم.
• ورواه أبو غسان [مالك بن إسماعيل النهدي]: ثقة متقن، اعتمده البخاري في إسرائيل: قال: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن يحيى بن الحصين، عن جدته أم الحصين، وعن العيزار بن حريث، عن أم حصين، قالت: رأيت رسول الله ﷺ بمنى ملتحفاً بثوبه تحت إبطه، وإن عضلته لترتج، وهو يقول:[يا أيها الناس! اتقوا الله ﷿، و] اسمعوا وأطيعوا، وإن أُمر عليكم عبد حبشي مجدع، فاسمعوا وأطيعوا ما أقام فيكم كتاب الله ﷿.