للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

يمنع منه، وما كان للحلال فعله كان للمحرم فعله؛ إلا ما نهي عنه المحرم».

قال: «وكل ما نهي عنه المحرم يستوي فيه الراكب، ومن على الأرض، كالطيب واللباس، … [ل] حديث ضرب القبة بنمرة، وحديث أم الحصين» [المجموع شرح المهذب (٧/ ٣٥٦)].

وقال البيهقي في السنن الكبرى (٥/ ٧٠): «حديث أم الحصين: حديث صحيح».

وقد احتج أحمد بحديث أم الحصين هذا في استظلال المحرم، قال عبد الله بن أحمد في مسائله لأبيه (٧٦٠) في سياق سؤاله عن المحرم يستظل؟ فمال لقول ابن عمر: أضح لمن أحرمت له، وقال: «لا يستظل؛ لقول ابن عمر»، ثم قال: «لا يعجبني أن يُظلَّل»، ثم قال: «يستتر قدر ما يرمي الجمرة على حديث أم الحصين»؛ فاحتج بحديث زيد بن أبي أنيسة هذا، على قدر ما جاء فيه.

وقال في رواية الأثرم: «وحديث بلال: من حديث زيد بن أبي أنيسة، عن يحيى بن الحصين، عن جدته. فإذا كان يستره بعود يرفعه بيده من حر الشمس، كان جائزاً، وابن عمر إنما كرهه على الرّحل» [زاد المسافر (٢/ ٥٢٩/ ١٦١٣)].

قلت: هكذا احتج أحمد بحديث زيد بن أبي أنيسة، عن يحيى بن الحصين، عن جدته أم الحصين، والظاهر أنه يرى صحته.

وقال ابن الملقن في البدر المنير (٦/ ٣١٩): «هذا الحديث صحيح، رواه مسلم في صحيحه كذلك زاد النسائي: فحمد الله وأثنى عليه وذكر قولاً كثيراً، وأغرب ابن الجوزي فذكره في كتابه التحقيق من طريق أبي داود وقال: احتج به أبو حنيفة والشافعي بجواز تظليل المحرم بالمحمل، ثم قال: والجواب: أن أبا عبد الرحيم - المذكور في إسناده - ضعيف. كذا قال، وأخطأ في تضعيفه، فأبو عبد الرحيم هذا: ثقة، واسمه: خالد بن يزيد، ويقال: ابن أبي يزيد، وقد احتج به مسلم في صحيحه، وأخرج الحديث المذكور في صحيحه من جهته، وكذا أبو داود والنسائي».

• وانظر: التحقيق لابن الجوزي (٢/ ١٣٤)، وما تعقبه به الذهبي في التنقيح (٢/٢٧).

• والغضروف: رأس لوح الكتف، وقوله: كهيئة جُمع، يعني: مثل جمع الكف، وهو أن يجمع الأصابع ويضمها، يقال: ضربه بجمع كفّه، بضم الجيم، وقيل: بكسرها، والمقصود بالجمع: وصف خاتم النبوة.

وللحديث طرق أخرى، لكن بدون موضع الشاهد:

أ - فقد رواه غندر محمد بن جعفر، وعبد الرحمن بن مهدي، ويحيى بن سعيد القطان، ووكيع بن الجراح، وخالد بن الحارث، وعفان بن مسلم، وبهز بن أسد، والنضر بن شميل، وأبو داود الطيالسي، وحجاج بن محمد المصيصي، وبشر بن عمر الزهراني، وروح بن عبادة، ومسلم بن إبراهيم الفراهيدي، وحفص بن عمر الحوضي، وعبد الله بن رجاء، وعثمان بن جبلة [وهم ثقات]:

<<  <  ج: ص:  >  >>