• قلت: قد ضبط مالك إسناد هذا الأثر عن عثمان، فرواه بإسنادين ولكل إسناد سياق مختلف، ولم ينفرد بذلك مالك؛ بل توبع على كلا الإسنادين:
• فروى الأول: مالك، عن يحيى بن سعيد، عن القاسم بن محمد، أنه قال: أخبرني الفُرَافِصَة بن عمير الحنفي، أنه رأى عثمان بن عفان بالعرج يغطي وجهه وهو محرم.
وتابع مالكاً عليه: سليمان بن بلال، وعبدة بن سليمان، ويزيد بن هارون.
ثم تابع يحيى بن سعيد عليه: عبد الرحمن بن القاسم.
• وروى الثاني: مالك، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، قال: رأيت عثمان بن عفان بالعرج وهو محرم في يوم صائف، قد غطى وجهه بقطيفة أُرجوان، ثم أُتي بلحم صيد، فقال لأصحابه: كلوا، فقالوا: أولا تأكل أنت؟ فقال: إني لست كهيئتكم، إنما صيد من أجلي.
وتابع مالكاً عليه بموضع الشاهد في تغطية الوجه: سفيان بن عيينة، وإسماعيل بن علية، ومعمر بن راشد.
ط - ورواه أبو بكر الشافعي [صاحب الغيلانيات: ثقة ثبت، حافظ كبير. سؤالات السهمي (٤٠٣). تاريخ بغداد (٥/ ٤٥٦). السير (٣/١٠)]، قال: حدثنا موسى بن الحسن [موسى بن الحسن بن عباد، أبو السري النسائي، ثم البغدادي، يلقب بالجلاجلي: قال الدارقطني: «لا بأس به»، وقال الخطيب وابن أبي الفوارس: «ثقة». سؤالات الحاكم (٢٢٨). تاريخ بغداد (١٥/٤٧). الأنساب (٣/ ٤٤٧). تاريخ الإسلام (٦/ ٨٣٩)]، قال: حدثنا القعنبي [عبد الله بن مسلمة: ثقة ثبت]: حدثنا ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن أبان بن عثمان، عن عثمان بن عفان: كان رسول الله ﷺ يخمر وجهه وهو محرم.
أخرجه الدارقطني في العلل (٣/١٣/٢٥٦).
قال الدارقطني: «هكذا كان في كتاب أبي بكر مرفوعاً. والصواب موقوف».
قلت: وهذا غريب من حديث الزهري، ثم من حديث ابن أبي ذئب، ثم من حديث القعنبي، تفرد به: الجلاجلي، ولا يحتمل من مثله، والله أعلم.
٣ - عن جابر بن عبد الله موقوفاً عليه:
يرويه: يحيى بن سعيد القطان، وعلي بن مسهر:
عن ابن جريج، قال: أخبرني أبو الزبير؛ أنه سمع جابر بن عبد الله، يقول: يغشي الحرام وجهه بثوبه حتى شعر رأسه. لفظ يحيى [عند أبي داود].
ولفظ ابن مسهر [عند ابن أبي شيبة]: قال: يغشي وجهه بثوبه إلى شعر رأسه، وأشار أبو الزبير بثوبه حتى رأسه.
أخرجه ابن أبي شيبة (٨/ ٢٨٧/ ١٤٨٢٦ - ط الشثري)، وأبو داود في مسائله لأحمد (٧٣٤)، وأبو بكر النجاد [عزاه إليه: أبو يعلى الفراء في التعليقة الكبيرة (١/ ٣٥٨)].