[عند النسائي في المجتبى (٥/ ١٩٦/ ٢٨٥٤)، وفي الكبرى (٤/ ٩٢/ ٣٨٢٣)]: «اغسلوه بماء وسدر، وكفنوه في ثوبين»، ثم قال على إثره:«خارجاً رأسه»، قال:«ولا تمسوه طيباً، فإنه يبعث يوم القيامة ملبياً». قال شعبة: فسألته بعد عشر سنين، فجاء بالحديث كما كان يجيء به، إلا أنه قال:«ولا تخمّروا وجهه ورأسه».
وموضع الشاهد في رواية أبي أسامة حماد بن أسامة عن شعبة [عند ابن حبان (٣٩٦٠)]: «ولا يُخمر وجهه ورأسه».
ولم ينفرد به شعبة عن أبي بشر تابعه خلف بن خليفة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس؛ وقال:«ولا يغطى رأسه ووجهه» [أخرجه النسائي في المجتبى (٥/ ١٩٧/ ٢٨٥٧)، وفي الكبرى (٤/ ٩٣/ ٣٨٢٦)].
• ثم أتبع مسلم (٦/ ١٢٠٢/ ١٠٢) رواية شعبة برواية زهير بن معاوية، عن أبي الزبير، قال: سمعت سعيد بن جبير يقول: قال ابن عباس ﵄: وقصت رجلاً راحلته، وهو مع رسول الله ﷺ، فأمرهم رسول الله ﷺ أن يغسلوه بماء وسدر، وأن يكشفوا وجهه - حسبته قال - ورأسه، فإنه يبعث يوم القيامة وهو يهل.
• ثم أتبعها (٦/ ١٢٠٦/ ١٠٣)، برواية إسرائيل، عن منصور، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: كان مع رسول الله ﷺ رجل فوقصته ناقته فمات، فقال النبي ﷺ:«اغسلوه، ولا تقربوه طيباً، ولا تغطوا وجهه، فإنه يبعث يلبي».
وختم بها مسلم طرق الحديث.
• وتابعهم خارج الصحيح بهذه الزيادة أيضاً: مطر بن طهمان الوراق [صالح الحديث، أخرج له مسلم في المتابعات]، عن سعيد بن جبير به [عند أبي عوانة (٩/ ٢١٥/ ٣٦٧٥)، والطبراني في الكبير (١٢/ ٨٠/ ١٢٥٤١)].
• ورواه بالزيادة أيضاً: قيس بن سعد [ثقة]، وأبان بن يزيد العطار [ثقة]، وأبان بن صالح [ثقة]، وعمر بن عامر [السلمي: صدوق]، وعبد الله بن علي الأزرق [ليس بالقوي]، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى [ليس بالقوي]، وأشعث بن سوار [ضعيف]: عن عمرو بن دينار به [عند أبي بكر الزبيري في فوائده (١١١)، وابن الأعرابي في المعجم (٢٠٣٨)، والطبراني في الكبير (١٢/ ٧٦ - ٧٨/ ١٢٥٢٤ - ١٢٥٢٩)، والدارقطني (٣/ ٣٦٦/ ٢٧٦٩)، وغيرهم].
• وظاهر تصرف مسلم بذكر هذه الروايات التي اشتملت على زيادة الوجه - لاسيما وفيهم من الأثبات الحفاظ المتقنين: سفيان الثوري وشعبة -: ظاهر تصرفه يدل على تثبيت هذه الزيادة، لا سيما وهي لا تنافي الأصل، فإن قول النبي ﷺ:«ولا تخمروا رأسه»، يدخل فيه الوجه، لأن الرأس إذا أطلق فيشمل ما فوق العنق، ويؤيد هذا المعنى رواية أبي بشر: خارج رأسه، وأبو بشر من أثبت الناس في سعيد بن جبير، فإن إخراج الرأس من الكفن يتبادر منه إلى الذهن دخول الوجه في مسمى الرأس، بل صرح بعد ذلك فقال: