للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

عن ابن جريج [ثقة حافظ]، قال: آخر ما قال لي عطاء: أخبرني أبو الشعثاء، أن ابن عباس قال: تدني الجلباب إلى وجهها ولا تضرب به. قال روح في حديثه: قلت: وما لا تضرب به؟ فأشار لي كما تجلبب المرأة، ثم أشار لي ما على خدها من الجلباب، قال: تعطفه وتضرب به على وجهها، كما هو مسدول على وجهها.

أخرجه أبو داود في مسائله لأحمد (٣٢).

وهذا موقوف على ابن عباس بإسناد صحيح.

• ورواه سعيد بن سالم [ليس به بأس]، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: تدلي عليها من جلبابها ولا تضرب به. قلت وما لا تضرب به؟ فأشار إلي كما تجلبب المرأة، ثم أشار إلى ما على خدها من الجلباب، فقال: لا تغطيه فتضرب به على وجهها، فذلك الذي يبقى عليها، ولكن تسدله على وجهها، كما هو مسدولًا، ولا تقلبه ولا تضرب به ولا تعطفه.

أخرجه الشافعي في الأم (٣/ ٣٧٠/ ١٠٥٢)، وفي المسند (١١٨)، ومن طريقه: البيهقي في المعرفة (٧/ ١٤١/ ٩٦٠٢).

قال ابن كثير في إرشاد الفقيه (١/ ٣٢٤): «رواه الشافعي بإسناد جيد، لا بأس به».

قلت: هو إسناد جيد، لكن سعيد بن سالم القداح ليس به بأس، وقد أسقط من الإسناد أبا الشعثاء، فسلك فيه الجادة والطريق السهل، فإن عطاء بن أبي رباح مشهور بالرواية عن ابن عباس، وسمع منه، لكن هذا الأثر لم يسمعه عطاء من ابن عباس، إنما سمعه من أبي الشعثاء عن ابن عباس؛ قصر بإسناده.

• وفي هذا الأثر: أن ابن عباس يرى أن المرأة المحرمة تسدل الثوب على وجهها، من غير أن تضرب به، يعني: لا تشده على الوجه، كالنقاب والبرقع واللثام، وإنما تسدله سدلاً، فليس في كلامه اشتراط عدم مماسة الوجه، ولكن لا تضرب به على وجهها، يعني: لا تشده عليه.

كما أنه لم يشترط فيه أن ذلك لا يكون إلا بحضرة الرجال الأجانب، يعني: أنه أباح لها ذلك، ولو بغير حاجة.

• ورواه حماد بن سلمة، عن قيس بن سعد، عن عطاء، عن ابن عباس؛ أنه قال: المحرم يغطي ما دون الحاجب، والمرأة تسدل ثوبها من قبل قفاها على هامتها.

أخرجه أبو بكر النجاد [عزاه إليه أبو يعلى الفراء في التعليقة الكبيرة (١/ ٣٥٨)]، وابن حزم في المحلى (٥/ ٧٩).

وهذا إسناد جيد في المتابعات، قيس بن سعد المكي: ثقة من قدماء أصحاب عطاء بن أبي رباح، لكن الشأن في حماد بن سلمة، فقد تكلم الحفاظ في رواية حماد عن قيس بن سعد، قال أحمد: «ضاع كتاب حماد بن سلمة عن قيس بن سعد؛ فكان يحدثهم من حفظه»، يعني: فيخطئ، ويرفع أحاديث العلل ومعرفة الرجال (٣/ ١٢٧/ ٤٥٤٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>