للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

أخرجه الحاكم في تاريخ نيسابور [عزاه إليه: ابن حجر في زهر الفردوس (٤/ ٢٠٧/ ١٣٨٨) وبمتنه تحريف، والسيوطي في الجامع الكبير (٤/ ٦٠٥/ ١٣٤٧٠) وعنه: البيهقي في الخلافيات (٣/ ١٧٣ - اختصار ابن فرح).

قال البيهقي في الخلافيات (٣/ ١٧٤): «قال الحاكم أبو عبد الله: وأما حديث مخلد بن مالك عن يحيى بن سعيد، ومخلد: قد روى عن يحيى بن سعيد العطار، ويحيى بن سعيد القطان، ويحيى بن سعيد الأموي، فإن كانت الرواية عن يحيى بن سعيد العطار - ولا يبعد روايته عن عبيد الله بن عمر؛ فإن يحيى بن سعيد العطار شيخ من أهل حمص، ينتسب إلى الأنصار، قد عرف بمخالفة الأثبات في حديثه، وقد دلس عنه جماعة، فقالوا: حدثنا أبو زكريا الأنصاري، قال ابن معين: ليس بشيء.

قال أبو عبد الله: وإن كانت الرواية عن يحيى بن سعيد القطان الإمام ، أو: يحيى بن سعيد الأموي؛ فقد وهم في رفعه أحد الرواة، ولا يسلم صاحب الكتاب من مثله، والدليل على ما ذكرناه إجماع أصحابه على روايته عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر موقوفا من قوله، هكذا رواه حماد بن زيد عن هشام بن حسان عن عبيد الله عن نافع.

ورواه سفيان بن عيينة، ومحمد بن فليح بن سليمان، وعبد الوهاب بن عبد المجيد، وغيرهم من المعروفين بالرواية عن عبيد الله بن عمر».

قلت: وهذا أيضا حديث منكر؛ يحيى بن سعيد هو الأموي، وهو: كوفي، نزل بغداد: ليس به بأس، صاحب غرائب، وليس هو من أصحاب عبيد الله بن عمر العمري المكثرين عنه [انظر: التهذيب (٤/ ٣٥٦). الميزان (٤/ ٣٨٠)]، ثم هو قد خالف جمعا من أصحابه ممن أوقف الحديث على ابن عمر.

والراوي عنه: مخلد بن مالك بن جابر الجمال أبو جعفر الرازي نزيل نيسابور، روى له البخاري حديثا واحدا في المغازي عن يحيى بن سعيد الأموي، وأما ما قيل بأن مسلما روى عنه، فيحمل على خارج الصحيح، ومثل هذا التصرف يستعمله البخاري عادة فيمن ينتقي من حديثه ما صح عنده، ولا يعتمده في الصحيح، ولم أقف على من صرح بتوثيقه، ومثل هذا الصنف من الرواة تقع منه الأوهام، لاسيما في رفع الموقوفات ووصل المرسلات [انظر: إكمال مغلطاي (١١/ ١١٣). التهذيب (١٢/ ٦٢٥ - ط دار البر)].

ثم هو حديث غريب، لم يشتهر في المصنفات، ولم يعرف إلا من طريق الحاكم في تاريخ نيسابور، ثم عنه البيهقي في الخلافيات، فأحرى به أن يكون غلطا محضا، وإنما يعرف هذا الحديث بأبي الجمل أيوب بن محمد العجلي اليمامي، واشتهر من طريقه، ورواه عنه الناس في المصنفات، فأخرجه العقيلي، والطبراني، وابن عدي، وأبو بكر الجصاص، والدارقطني، وتمام، والبيهقي، والخطيب، ولو وقفوا على هذا الطريق لما أغفلوه، ولذا قلت بأنه المتفرد به عن عبيد الله بن عمر العمري.

<<  <  ج: ص:  >  >>