ورواه عبد الرزاق بن همام [ثقة حافظ، راوية ابن جريج].
ورواه يحيى بن سعيد القطان [ثقة حجة، إمام ناقد].
الثوري، وعبد الرزاق، ويحيى القطان عن ابن جريج [ثقة حافظ]، عن الحسن بن مسلم [الحسن بن مسلم بن يناق: مكي، ثقة، من الخامسة، سمع صفية بنت شيبة، وروايته عنها في الصحيحين]، عن صفية بنت شيبة [العبدرية: لها صحبة]، قالت: رأيت عائشة طافت بالبيت وهي منتقبة. لفظ الثوري عند ابن سعد.
ولفظه عند الفاكهي: أنها كانت تطوف وهي متنقبة.
ولفظ عبد الرزاق: عن عائشة؛ أنها كانت تطوف بالبيت وهي منتقبة.
وقال مسدد: حدثنا يحيى، عن ابن جريج: ثنا الحسن بن مسلم، عن صفية بنت شيبة، قالت: كانت عائشة ﵂ تطوف بالبيت منقبة [وفي الإتحاف: منتقبة].
قال: وكان عطاء يكرهه، حتى حدثته بهذا الحديث، فكان بعد ذلك يفتي به.
أخرجه عبد الرزاق (٥/ ٢٤٦/ ٩١٤٠ و ٩١٤١)، ومسدد في مسنده (٦/ ٤٤٥/ ١٢٣١ - مطالب) (٣/ ٢٠١/ ٢٥٥١ - إتحاف الخيرة)، وابن سعد في الطبقات (٨/ ٧١)، والفاكهي في أخبار مكة (١/ ٢٣٣/ ٤٢٨).
وهذا صحيح عن عائشة، ويحمل على طوافها بالبيت وهي غير محرمة؛ فقد ثبت عنها أنها نهت المحرمة عن النقاب وثبت عنها: أنها كانت تكره للمحرمة أن تطوف بالبيت وهي منتقبة.
• خالفهما: مسلم بن خالد الزنجي، فرواه عن ابن جريج، عن عطاء؛ أنه كره أن تطوف المرأة بالكعبة وهي متنقبة، حتى أخبرته صفية بنت شيبة؛ أنها رأت عائشة تطوف بالبيت وهي متنقبة، فرجع عن رأيه ذلك وأرخص فيه.
أخرجه الأزرقي في أخبار مكة (٢/١٤).
قلت: وقع في رواية الزنجي وهم، والصواب أن ابن جريج راجع عطاء، وقال: حتى أخبرته والقائل هو: ابن جريج عن الحسن بن مسلم، عن صفية بنت شيبة، أنها رأت عائشة تطوف بالبيت وهي متنقبة، فرجع عن رأيه ذلك وأرخص فيه. هكذا رواه يحيى بن سعيد القطان عن ابن جريج.
ومسلم بن خالد الزنجي: ليس بالقوي، كثير الغلط، قال البخاري وأبو حاتم: «منكر الحديث» [التهذيب (٤/ ٦٨)]، وإنما هذا من تخاليطه، والصواب ما رواه سفيان الثوري، وعبد الرزاق، ويحيى بن سعيد، عن ابن جريج، والله أعلم.
قال الموفق ابن قدامة في المغني (٥/ ١٥٥)، وتبعه: شمس الدين في الشرح الكبير على المقنع (٨/ ٣٥٧): «ولا بأس أن تطوف المرأة متنقبة، إذا كانت غير محرمة، وطافت عائشة وهي متنقبة، وكره ذلك عطاء، ثم رجع عنه، وذكر أبو عبد الله: حديث ابن جريج؛ أن عطاء كان يكره لغير المحرمة أن تطوف متنقبة، حتى حدثته عن الحسن بن مسلم، عن صفية بنت شيبة، أن عائشة طافت وهي متنقبة. فأخذ به».