مورداً وخماراً أسود، وسألتاها عن تغطية الوجه للمحرمة، وهذا شيء مما تعتني النساء بنقله، وهو من شأنها في نقل الصفات والهيئات، لا سيما ولبس عائشة للمصبوغ من الثياب من غير الطيب وهي محرمة قد ثبت نقله عنها بالتواتر، وقد ثبت عنها أيضاً تغطية الوجه للمحرمة، فهو موقوف على عائشة بإسناد جيد في المتابعات. [تقدم ذكره في الآثار الواردة عن عائشة في لبس المصبوغ من الثياب للمحرمة، تحت الحديث رقم (١٨٣١)].
• وعلقه البخاري في صحيحه قبل الحديث رقم (١٥٤٥) قال: «ولم تر عائشة بأساً بالحلي، والثوب الأسود، والمورد، والخف للمرأة».
قلت: وهذا يؤكد المعنى السابق، حيث لم تقيده عائشة بقيد، بل وفيه معنى زائد، وهو أنه لا بأس بتغطية الوجه من أسفل، كما هو مباح لها من أعلى، وأن السائلة سألت عن حال المحرمة مطلقاً بغير قيد الستر عن الرجال، ففي رواية: فسألتها امرأة: أيحل لي أن أغطى وجهي وأنا محرمة؟ فرفعت خمارها عن صدرها حتى جعلته فوق رأسها. وفي أخرى: فسألتاها: كيف تخمر المرأة وجهها؟ فأخذت أسفل خمارها فغطت به وجهها.
٥ - عطاء بن أبي رباح، عن عائشة:
• رواه محمد بن خزيمة [ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: «مستقيم الحديث»، ووثقه مسلمة بن قاسم، وابن يونس، وقال: «بصري، قدم مصر، وحدث بكتب حماد بن سلمة، عن الحجاج الأنماطي، عنه»، وقال الذهبي: «مشهور ثقة». الثقات (٩/ ١٣٣).
المقفى الكبير (٥/ ٦٢٣). تاريخ الإسلام (٦/ ٦٠٧). الميزان (٣/ ٥٣٧). اللسان (٧/ ١١٦). الثقات لابن قطلوبغا (٨/ ٢٦٧). تاريخ ابن يونس (٢/ ٢٠٣)]، قال: حدثنا حجاج [حجاج بن المنهال الأنماطي البصري: ثقة، من أصحاب حماد المكثرين عنه]، قال: حدثنا حماد [حماد بن سلمة: ثقة]، قال: أخبرنا حبيب المعلم [أبو محمد البصري: صدوق، معروف بالرواية عن عطاء، استشهد به الشيخان]، عن عطاء؛ أن عائشة كانت تكره للمحرمة أن تطوف بالبيت وهي منتقبة.
أخرجه الطحاوي في أحكام القرآن (٢/٤٧/١٢١٢).
وهذا موقوف على عائشة بإسناد صحيح.
وفيه كراهية عائشة النقاب للمحرمة، وتقدم أنها كانت ترى لها أن تسدل الثوب على وجهها من فوق رأسها، كما أنه لا بأس لو غطته بخمارها من أسفل، وأنه يباح ذلك للمحرمة بغير قيد.
٦ - صفية بنت شيبة، عن عائشة:
• رواه أبو أحمد محمد بن عبد الله الأسدي الزبيري [ثقة ثبت، يخطئ أحياناً في حديث الثوري]، وعبد الرزاق بن همام [ثقة حافظ، مكثر عن الثوري]، وعبد الله بن الوليد [المكي العدني: صدوق، صحيح السماع من الثوري، أملى عليه إملاء، وروى عنه جامعه]: حدثنا سفيان [الثوري]: