للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

• وثبت عن حماد بن سلمة، عن أم شبيب العبدية؛ أن عائشة قالت: المحرمة تغطي وجهها إن شاءت.

• وروى إسماعيل بن أبي خالد، عن أخته وأمه، أنهما دخلتا على عائشة، وعليها درع مورد وخمار أسود، فقيل لها: أتغطي المحرمة وجهها؟ فرفعت خمارها هكذا من قبل صدرها إلى رأسها، وقالت: لا بأس بهذا.

وفي رواية: عن أمه وأخته، قالتا: دخلنا على عائشة، فسألتها امرأة: الخمار للمحرمة وجهها؟ فأخذت بحاشية ثوبها من أعلى صدرها فخمرت به وجهها.

وفي رواية: أخبرتني أمي وأختي؛ أنهما دخلتا على عائشة أم المؤمنين، فسألتاها: كيف تخمر المرأة وجهها؟ فأخذت أسفل خمارها فغطت به وجهها.

وفي رواية: عن أخته، قالت: دخلت على عائشة … . وقد ألقت الخمار على وجهها، فقالت لها امرأة: أتفعلين هذا وأنت محرمة؟ فقالت: وما بأس بذاك.

• وهذا يدل على أن يزيد بن أبي زياد قد انفرد بهذا الأصل، في جعل ذلك إنما وقع بإقرار النبي ، كما انفرد فيه بقصة الركبان، ولم يُرو هذا الحديث عن مجاهد من وجه آخر يشهد لرواية يزيد، ثم إنه قد اضطرب في إسناده ومتنه، وهو موصوف بالتدليس، ولم يذكر سماعاً من مجاهد، فقد يكون بينهما من هو أضعف من يزيد، لاسيما وقد طعن البرديجي في سماعه من مجاهد، فقال: «روى عن مجاهد، وفي سماعه منه نظر، وليس هو بالقوي»، وقد وقفت على بعض مرويات ابن أبي زياد عن مجاهد؛ فوجدته لم يضبط كثيراً منها، ووقع له اضطراب في الإسناد والمتن، بل وخالف أصحاب مجاهد، كل ذلك يجعلنا نتوقف عن قبول حديثه هذا، فهو حديث ضعيف، والله أعلم.

وقد ثبت عن عائشة من طرق أخرى موقوفاً عليها:

١ - الأسود بن يزيد النخعي، عن عائشة:

• رواه أحمد بن حنبل [ثقة حجة، إمام فقيه]، وسعيد بن منصور [ثقة ثبت]: حدثنا هشيم بن بشير [ثقة ثبت، روايته عن الأعمش عند مسلم]: حدثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، قال: قالت عائشة: تسدل المحرمة جلبابها من فوق رأسها على وجهها.

أخرجه سعيد بن منصور [عزاه إليه: ابن حجر في الفتح (٣/ ٤٠٦)]، وأبو داود في مسائله لأحمد (٧٣١).

وهذا موقوف على عائشة بإسناد صحيح.

قلت: ويدل بإطلاقه على أن عائشة كانت ترى أن للمحرمة أن تسدل الجلباب على وجهها من فوق رأسها، بغير حاجة، ولم يكن ذلك مشروطاً بحضرة الرجال الأجانب، ولبيان أن ما منعت منه المحرمة إنما ما فُصِّل على قدر الوجه، كالنقاب والبرقع واللثام، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>