قلت: وهذا محمول على أن الحجاج عاد ابن عمر أكثر من مرة، ففي المرة الأولى أجابه، وعرض بأنه المتسبب في ذلك، لأنه هو من أمر بحمل السلاح في يوم ومكان لا يحل حمله فيه، ثم عاده بعد ذلك فأعرض عنه، ذكر نحو هذا ابن حجر في الفتح (٢/ ٤٥٦).
ط - ورواه محمد بن عمر [الواقدي]، قال: حدثني عبد الله بن نافع، عن أبيه، قال: كان رُجُّ رُمح رجل من أصحاب الحجاج قد أصاب رجلاً ابن عمر فاندمل الجرح، فلما صدر الناس انتفض على ابن عمر جرحه، فلما نزل به دخل الحجاج عليه يعوده، فقال: يا أبا عبد الرحمن الذي أصابك من هو؟ قال: أنت قتلتني، قال: وفيم؟ قال: حملت السلاح في حرم الله، فأصابني بعض أصحابك، فلما حضرت ابن عمر الوفاة أوصى أن لا يدفن في الحرم، وأن يدفن خارجاً من الحرم، فغُلِب، فدفن في الحرم، وصلى عليه الحجاج.
أخرجه ابن سعد في الطبقات (٤/ ١٨٧).
قلت: هذا حديث منكر؛ عبد الله بن نافع العدوي مولاهم المدني: منكر الحديث [التهذيب (٢/ ٤٤٤)]، ومحمد بن عمر الواقدي: متروك، واتهم، يروي أحاديث لا أصل لها [التهذيب (٣/ ٦٥٨)].
ي - ورواه أبو خليفة الفضل بن الحباب: ثنا إبراهيم بن أبي سويد الذراع [إبراهيم بن الفضل بن أبي سويد الذارع: صدوق، كان كثير التصحيف. التهذيب (١/ ٣٩٧ - ط دار البر). اللسان (١/ ٣٣٣)]: ثنا عمارة بن زاذان: حدثني مكحول، قال: بينما أنا مع ابن عمر ﵁ وهو يمشي إذ مر به رجل أسود معه رمح، فوضع زج الرمح بين السبابة والإبهام من قدم ابن عمر، فَحُمِل الشيخ فأدخل، فورمت ساقه، فأتاه الحجاج يعوده، فقال: يا أبا عبد الرحمن من أصابك بهذا حتى آخذ لك منه؟ فقال: والله لتأخذن منه؟ قال: والله لآخذن لك منه قال: ما بال حرم الله وأمنه يحمل فيه السلاح؟ قال: فمات فيها. لفظه عند الطبراني.
ولفظ الحاكم: قال: بينا أنا مع ابن عمر إذ نصب الحجاج المنجنيق على الكعبة، وقتل ابن الزبير، فأنكر عبد الله بن عمر ذلك، وتكلم بما ساء الحجاج سماعه، فأمر الحجاج بقتله، فضربه رجل من أهل الشام ضربة، فلما بلغ الحجاج قصده عائداً، فقال له ابن عمر: أنت قتلتني، والآن تجيئني عائداً؟! كفى بالله حكماً بيني وبينك.