للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ب - رواه يزيد بن هارون [واسطي، ثقة متقن]، وروح بن عبادة [بصري، ثقة فاضل]:

أخبرنا العوام بن حوشب [واسطي، ثقة ثبت، من السادسة]، قال: حدثني عياش العامري [عياش بن عمرو العامري الكوفي: تابعي ثقة من الخامسة، سمع سعيد بن جبير، معروف بالرواية عنه]، عن سعيد بن جبير، قال: لما أصاب ابن عمر الخَبْلُ الذي أصابه بمكة، فُرْمي حتى أصاب الأرض، فخاف أن يمنعه الألم، فقال: يا ابن أم الدهماء اقض بي المناسك، فلما اشتد وجعه بلغ الحجاج، فأتاه يعوده، فجعل يقول: لو أعلم من أصابك لفعلت وفعلت، فلما أكثر عليه، قال: أنتَ أصبتني؛ حملت السلاح في يوم لا يُحمل فيه السلاح، فلما خرج الحجاج، قال ابن عمر: ما آسى من الدنيا إلا على ثلاث: ظمأ الهواجر، ومكابدة الليل، وألا أكون قاتلت هذه الفئة الباغية التي حلت بنا. لفظ يزيد [عند ابن سعد]، ورواية روح مختصرة [عند ابن أبي الدنيا]، اقتصر منه على قول ابن عمر عند وفاته، وفسر الراوي الفئة الباغية بالحجاج.

أخرجه ابن سعد في الطبقات (٤/ ١٨٥)، وابن أبي الدنيا في المحتضرين (٢١٣).

وهذا حديث صحيح، والمرفوع منه قوله: في يوم لا يحمل فيه السلاح، يعني: حمل السلاح بمكة أيام المناسك.

ولو نوزع في الرفع، فيقال: فيدخل فيه حكاية عمل الصحابة من لدن النبي إلى زمن الحجاج، فكأنه يحكي الإجماع، والله أعلم.

ج - ورواه أبو نعيم [الفضل بن دكين: ثقة ثبت]، وأبو النضر [هاشم بن القاسم: ثقة ثبت]، وأحمد بن يعقوب [أبو يعقوب المسعودي: ثقة]، قالوا:

حدثنا إسحاق بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص [كوفي، ثقة، من السابعة]، عن أبيه [ثقة، من الثالثة]، قال: دخل الحجاج على ابن عمر وأنا عنده، فقال: كيف هو؟ فقال: صالح، فقال: من أصابك؟ قال: أصابني مَنْ أَمَرَ بحمل السلاح في يوم لا يحل فيه حمله، يعني: الحجاج. لفظ أبي يعقوب [عند البخاري].

ولفظ أبي نعيم [عند ابن سعد، والصفار]: قال: دخل الحجاج يعود ابن عمر، وعنده سعيد - يعني: سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص - وقد أصاب رجله، قال: كيف تجدك يا أبا عبد الرحمن؟ أما إنا لو نعلم من أصابك عاقبناه، فهل تدري من أصابك؟

قال: أصابني من أمر بحمل السلاح في الحرم في يوم لا يحل فيه حمله.

ولفظ أبي النضر [عند البيهقي]: قال: دخل الحجاج على عبد الله بن عمر يعوده وأنا عنده، فقال له: كيف تجدك؟ قال: أجدني صالحاً، قال: من أصاب رجلك؟ قال: أصابها من أمر بحمل السلاح في يوم لا يحل حمله فيه؛ يعنيه، قال: لو عرفناه لعاقبناه، وذلك أن الناس نفروا عشية النفر، ورجل من أحراس الحجاج عارض حربته، فضرب ظهر قدم ابن عمر، فأمر فيها، حتى مات منها. [قلت: لعله أراد: فأمر الحربة في قدمه].

<<  <  ج: ص:  >  >>