أخرجه أحمد (٣/ ٣٥٣ و ٣٦٤). [وهو حديث صحيح، تقدم تخريجه في المجلد الرابع والعشرين، تحت الحديث رقم (١٧٥١)].
٤ - عن عثمان بن عفان موقوفاً عليه فعله:
يرويه: وكيع بن الجراح [ثقة حافظ]، عن الصلت، عن عُقبة بن صهبان [الحُداني الأزدي: ثقة، من الثالثة، روى له الشيخان]، قال: رأيت عثمان بالأبطح، وإن فسطاطه مضروب، وإن سيفه معلق بالفسطاط.
وعند ابن قتيبة: قال عقبة بن صهبان: رأيت عثمان ﵁ نازلاً بالأبطح، وإذا فسطاط مضروب، وسيف معلق في رفيف الفسطاط، وليس عنده سياف ولا جلواز.
أخرجه ابن أبي شيبة (٨/ ٣٢٧/ ١٥٠١٤ - ط الشثري)، وعلقه ابن قتيبة في غريب الحديث (٢/ ٢٣٦).
وهذا إسناد واه، الصلت بن دينار الأزدي البصري: متروك الحديث، قال ابن عدي: «عامة ما يرويه مما لا يتابعه عليه الناس» [التهذيب (٦/ ١١٣ - ط دار البر)].
٥ - عن أبي سفيان بن حرب:
يرويه: هشام بن عبد الملك أبو الوليد الطيالسي [ثقة ثبت]: أخبرنا أبو عوانة [ثقة ثبت]، عن حصين [حصين بن عبد الرحمن السلمي: ثقة ثبت، من الخامسة]، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود [ثقة فقيه، من الثالثة]: أن أبا سفيان بن حرب، قال: حين قدم رسول الله ﷺ مكة عام الحديبية، كان بينهم وبين رسول الله ﷺ عهد، أن لا يلج علينا بسلاح، ولا يقيم بمكة إلا ثلاث ليال، ومن خرج منا إليكم رددتموه علينا، ومن أتانا منكم رددناه إليكم.
أخرجه ابن سعد في الطبقات (٢/ ١٠٢).
قلت: رجاله ثقات، وهو منقطع، فإن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة كانت وفاته سنة (٩٨)، وقيل: (٩٤)، وكانت وفاة أبي سفيان سنة (٣٢)، فكان بين وفاتيهما: (٦٦)، أو (٦٢) سنة، فدل على أنه لم يدركه، وإذا كانت روايته عن ابن مسعود، وعمار بن ياسر، وزيد بن ثابت: مرسلة، فروايته عن أبي سفيان مرسلة، لاسيما ووفاة أبي سفيان وابن مسعود متقاربتان، وقتل عمار بصفين سنة (٣٧)، وكانت وفاة زيد بن ثابت بعد الخمسين وقيل قبلها، والله أعلم.
ومع هذا: فهو شاهد جيد لما تقدم من حديث البراء، فقد ذكر شروط الصلح كما في حديث البراء، غير أنه لم يذكر الاستثناء في السلاح، والسلاح المنفي هنا هو سلاح الحرب، وهو أن لا يُدخل مكة عدة الحرب والقتال، وإنما أذنوا له ﷺ في السيف في غمده، وفي ركابه، كما تقدم بيانه، والله أعلم.
٦ - مرسل عطاء بن أبي رباح:
يرويه: عبد الرحيم بن سليمان [ثقة حافظ]، عن أشعث، عن عطاء، قال: خرج
