للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وذكرها الخطابي بالتخفيف جمع جلبة، وأما جلبان: فضبطه ابن قتيبة وابن دريد وجماعة بضمتين وتشديد الموحدة، وضبطه ثابت في الدلائل وأبو عبيد الهروي بسكون اللام مع التخفيف، ونقل عن بعض المتقنين أنه بالراء بدل اللام مع التشديد، وكأنه جمع جراب، لكن لم يقع في رواية الصحيح إلا باللام، ووقع في نسخة متقنة بكسر الجيم واللام مع التشديد، وهو خلاف ما اتفق عليه أهل اللغة والعربية فلا تغتر بذلك.

وطريق مؤمل هذه: وصلها أحمد في مسنده عنه، ورويناها بعلو في الحلية وغيرها، ومن فوائدها: تصريح سفيان بتحديث أبي إسحاق له، وبتحديث البراء لأبي إسحاق».

وقال صدر الدين المناوي في كشف المناهج (٣/ ٤٣٥): «وقال البخاري فيه: وقال موسى بن مسعود عن سفيان بن سعيد عن أبي إسحاق عن البراء، وقد قدمنا أن مثل هذا لا يجعله عبد الحق والحميدي متصلا، والصواب أنه متصل؛ لأن موسى بن مسعود شيخ البخاري، وأخذ عنه.

وجلبان السلاح: قال أبو إسحاق السبيعي: القراب بما فيها، وإنما شرط هذا ليكون أمارة للسلم، فلا يظن أنهم يدخلون قهرا».

وقال أبو نعيم: «هذا حديث صحيح متفق عليه، رواه عن أبي إسحاق: شعبة، وإبراهيم بن يوسف، وإسرائيل، في آخرين».

قلت: هو حديث صحيح، أخرجه البخاري في صحيحه، ولا يضر قوله: قال موسى بن مسعود، فمثله يكون متصلا، لأنه شيخه في الصحيح، سمع منه، وأخرج له ثلاثة أحاديث، وهذا الرابع، وقال في الثلاثة: حدثنا موسى بن مسعود [انظر: صحيح البخاري (٢٥١٩ و ٦٤٨٨ و ٦٦٠٤)] [راجع كتابي: صيانة الصحيح عن القدح والتجريح، ترجمة رقم (٣١)].

قلت: وأبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي: صدوق، كثير الوهم، ليس بذاك في الثوري، أحد المكثرين عن الثوري، وإن كان قد تكلم فيه جماعة من النقاد؛ إلا أن بعض كبار النقاد قد حسن القول فيه، فهذا أبو حاتم من المتشددين في الرجال، قال: «صدوق، معروف بالثوري، كان الثوري نزل بالبصرة على رجل، وكان أبو حذيفة معهم، فكان سفيان يوجه أبا حذيفة في حوائجه، ولكن كان يصحف، وروى أبو حذيفة عن سفيان بضعة عشر ألف حديث، وفي بعضها شيء»؛ نعم، كان يخطئ على الثوري، لكن ذلك لم ينزل رتبته عند أبي حاتم عن رتبة الصدوق، لسعة وكثرة ما رواه عن الثوري، وتابع فيه الثقات عنه، وهذا الحديث مما توبع عليه عن الثوري.

فقد تابعه: مؤمل بن إسماعيل، وهو صدوق، سيئ الحفظ.

وتابع الثوري عليه: شعبة، وإسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق، ويوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق، وزكريا بن أبي زائدة، وشريك بن عبد الله النخعي، وغيرهم.

وما انفرد به أبو حذيفة في قصة أبي جندل، فقد صح من وجه آخر عند البخاري من

<<  <  ج: ص:  >  >>