للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

هكذا رواه عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة: سهل بن محمد بن الزبير أبو سعيد العسكري [وهو: ثقة ثبت]، وأسد بن موسى [وهو: صدوق يُغرب]، ورواه عن أسد بن موسى به هكذا: الربيع بن سليمان [المرادي، وهو: ثقة].

• لكن رواه عبد الله بن محمد بن أبي مريم: حدثنا أسد بن موسى [مصري، صدوق، يغرب]: حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة: حدثني أبي وغيره، عن أبي إسحاق، عن البراء، قال: أقام رسول الله بمكة ثلاثة أيام في عمرة القضاء، فلما كان يوم الثالث قالوا لعلي بن أبي طالب : إن هذا آخر يوم من شرط صاحبك، فمره فليخرج، فحدثه بذلك؛ فقال: «نعم»، فخرج.

قال أبو إسحاق: وحدثني هانئ بن هانئ، وهبيرة بن يريم، عن علي بن أبي طالب ، قال: فاتبعته ابنة حمزة تنادي: يا عم، يا عم، فتناولها علي فأخذ بيدها، وقال لفاطمة : دونك ابنة عمك، فحملتها، فاختصم فيها علي وزيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب ، فقال علي : أنا أخذتها، وبنت عمي، وقال جعفر: بنت عمي، وخالتها عندي، وقال زيد: ابنة أخي، فقضى بها رسول الله لخالتها، وقال: «الخالة بمنزلة الأم»، وقال لزيد: «أنت أخونا ومولانا»، فحجل، وقال لجعفر: «أنت أشبههم بي خَلقاً وخُلُقاً»، فحجل وراء حجل زيد، ثم قال لي: «أنت مني وأنا منك»، فحجلت وراء حجل جعفر، قال: وقلت للنبي : ألا تتزوج بنت حمزة؟ قال: «إنها ابنة أخي من الرضاعة».

أخرجه البيهقي (٦/٨).

قلت: هكذا رواه بالإسنادين جميعاً، في سياق واحد، ثم خلط في الإسناد والمتن الثاني - وهو حديث علي بن أبي طالب ؛ فلم يضبطه: عبد الله بن محمد بن سعيد بن الحكم بن أبي مريم، وهو: ضعيف، قال ابن عدي: «مصري، يحدث عن الفريابي وغيره بالبواطيل»، هكذا افتتح ترجمته، ثم سرد جملة من مناكيره، ثم ختمها بقوله: «إما أن يكون مغفلاً لا يدري ما يخرج من رأسه، أو يتعمد، فإني رأيت له غير حديث مما لم أذكره أيضاً هاهنا غير محفوظ» [الكامل (٤/ ٢٥٥). اللسان (٤/ ٥٦٢). الإرشاد (٢/ ٤٧٣). ضعفاء ابن الجوزي (٢/ ١٣٩). مجمع الزوائد (٢/ ١٧٣)، وقال: «ضعيف جداً»، و (٦/ ٣١٤ و ٣١٥ و ٣١٨ و ٣٢٤ و ٣٢٦) و (٩/ ٧٧)، وقال: «ضعيف»].

قلت: هكذا جمع ابن أبي مريم بين حديث البراء وحديث علي في سياق واحد، فاختصر حديث البراء، ولم يروه كالجماعة، وخلط في حديث علي، حيث ذكر قصة الحجل وقرن في الإسناد بين هبيرة بن يريم وهانئ بن هانئ، وإنما تروى قصة الحجل من حديث هانئ وحده، ولا تُعرف إلا به؛ فهو حديث منكر بهذا السياق، تفرد به ابن أبي مريم هذا، والعجيب أن البيهقي أراد أن يعلَّ بهذه الرواية الساقطة حديث عبيد الله بن موسى عن إسرائيل، والذي أخرجه البخاري، فما كان ينبغي له أن يفعل ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>