[أخرجه الروياني (٣٠٣)، وهو حديث صحيح، سيأتي ذكره في طريق يونس عن أبيه]. ٢ - يوسف بن أبي إسحاق، عن أبيه:
يرويه: أحمد بن عثمان بن حكيم [ثقة]، قال: حدثنا شريح بن مسلمة [ثقة]: حدثنا إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق، قال: حدثني أبي [ثقة]، عن أبي إسحاق، قال: حدثني البراء ﵁، أن النبي ﷺ لما أراد أن يعتمر، أرسل إلى أهل مكة يستأذنهم ليدخل مكة، فاشترطوا عليه أن لا يقيم بها إلا ثلاث ليال، ولا يدخلها إلا بجُلُبَّان السلاح، ولا يدعو منهم أحداً، قال: فأخذ يكتب الشرط بينهم علي بن أبي طالب، فكتب:«هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله»، فقالوا: لو علمنا أنك رسول الله لم نمنعك، ولبايعناك [وفي رواية ابن عساكر، ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِي: ولتابعناك]، ولكن اكتب: هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله، فقال:«أنا والله محمد بن عبد الله، وأنا والله رسول الله»، قال: وكان لا يكتب، قال: فقال لعلي: «أُمْحُ: رسولَ الله»، فقال علي: والله لا أَمْحَاهُ أبداً، قال:«فأرنيه»، قال: فأراه إياه، فمحاه النبي ﷺ بيده، فلما دخل ومضى في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِي: ومَضَتِ الأيام، أتوا علياً فقالوا: مُرْ صاحبك فليرتحل، فذكر ذلك علي ﵁ لرسول الله ﷺ، فقال:«نعم»، ثم ارتحل في رواية أبي ذر والحُمَّويي والمستمَلي: فارتحل. لفظ البخاري (٣١٨٤).
قلت: إبراهيم بن يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق: لينه جماعة، وضعفه بعضهم، وقال أبو حاتم على تشدده:«حسن الحديث، يكتب حديثه»، واستشهد به البخاري ومسلم [التهذيب (١/ ٤٧٥ - ط دار البر)]، وحديثه قوي في المتابعات، فقد روى إبراهيم بن يوسف ما توبع عليه من ثقات قدماء أصحاب أبي إسحاق، مثل شعبة وسفيان، والبخاري ينتقي من حديث هؤلاء المتكلم فيهم ما توبعوا عليه، لا سيما وهو يروي حديثاً عن أهل بيته وافق فيه الثقات، والله أعلم.
٣ - زكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق:
• رواه يحيى بن زكريا بن أبي زائدة [ثقة متقن]، وعيسى بن يونس [ثقة مأمون]، وأبو أسامة حماد بن أسامة [ثقة ثبت][وعنه: ابن أبي شيبة، رواه عنه كالجماعة، ورواه عنه أيضاً: سعيد بن سليمان الواسطي - عند ابن المنذر -، ولكن قال: حدثنا أبو أسامة، قال: حدثنا زكريا، عن الشعبي، وعن أبي إسحاق، عن البراء؛ فقرن الشعبي بأبي إسحاق، ولا أراه محفوظاً]:
عن زكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق، عن البراء، قال: قال: لما أُحْصِر النبي ﷺ عند البيت [كذا في جميع النسخ، وهكذا نقله القاضي عياض في إكمال المعلم (٦/ ١٥٢) عن رواية جميع الرواة سوى ابن الحذاء فإن في روايته: «عن البيت» وهو