البراء. وسيأتي إيضاح ذلك عند شرحه إن شاء الله تعالى، وكذا أخرج الإسماعيلي عن الحسن بن سفيان عن أبي بكر بن أبي شيبة عن عبيد الله بن موسى قصة بنت حمزة من حديث البراء، فوضح أنه عند عبيد الله بن موسى ثم عند أبي بكر بن أبي شيبة عنه بالإسنادين جميعا، وكذا أخرج ابن سعد عن عبيد الله بن موسى بالإسنادين معا عنه».
وقال العيني في العمدة (١٧/ ٢٦٤): «وادعى البيهقي أن فيه إدراجا؛ لأن زكريا بن أبي زائدة رواه عن أبي إسحاق مفصلا، فأخرج مسلم والإسماعيلي القصة الأولى من طريقه عن أبي إسحاق حديث البراء فقط، وأخرج البيهقي قصة بنت حمزة من طريقه عن أبي إسحاق من حديث علي رضي الله تعالى عنه، وأخرج أبو داود من طريق إسماعيل بن جعفر عن إسرائيل قصة بنت حمزة خاصة، من حديث علي، بلفظ: لما خرجنا من مكة تبعتنا بنت حمزة الحديث. قيل: لا إدراج فيه؛ لأن الحديث كان عند إسرائيل وكذا عند عبيد الله بن موسى عنه بالإسنادين جميعا، لكنه في القصة الأولى من حديث البراء أتم، وبالقصة الثانية من حديث علي أتم».
قلت: ذكر الحجل لا يثبت، ومن رواه من حديث هبيرة مقرونا بهاني فإنما حمل حديث هبيرة على حديث هانئ، ثم إن هذه الرواية التي اعترض بها البيهقي على البخاري: لا تثبت، فقد تفرد بها عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة: عبد الله بن محمد بن سعيد بن الحكم بن أبي مريم، وهو: ضعيف، يحدث عن الفريابي وغيره بالبواطيل، وقد روى حديث البراء وحديث علي في سياق واحد، فاختصر حديث البراء، ولم يروه كالجماعة، وخلط في حديث علي، حيث ذكر قصة الحجل وقرن في الإسناد بين هبيرة بن يريم وهانئ بن هانئ، وإنما تروى قصة الحجل من حديث هانئ وحده، ولا تعرف إلا به، وقد رواه جماعة من الثقات عن ابن أبي زائدة إما بحديث البراء وحده، وإما بحديث هانئ عن علي وحده، وليس فيه زيادة الحجل؛ فهو حديث منكر بهذا السياق، تفرد به ابن أبي مريم هذا - على ما سيأتي بيانه في حديث زكريا عن أبي إسحاق؛ فلا وجه لاعتراض البيهقي، والله أعلم، ثم إن إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي: ثقة، من أثبت الناس في جده أبي إسحاق، قدمه بعضهم على الثوري وشعبة في أبي إسحاق، مع كونه متأخر السماع من جده، حتى إن شعبة قدمه على نفسه [انظر: التهذيب (١/ ١٣٣). شرح علل الترمذي (٢/ ٧١٢)].
وعبيد الله بن موسى كوفي ثقة، من أثبت الناس في إسرائيل، قال أبو حاتم:«عبيد الله: أثبتهم في إسرائيل»، واعتمده الشيخان في إسرائيل [التهذيب (٣/٢٨). الجرح والتعديل (٥/ ٣٣٥)]، فيحتمل منه التفرد عن إسرائيل بما لم يحدث به إسرائيل غيره؛ لاختصاصه به.
ثم إنه قد توبع على أصل قصة ابنة حمزة من حديث البراء: فقد رواه يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن البراء بن عازب، أن رسول الله ﷺ قضى بابنة حمزة لخالتها.