علياً أن يمحاها، فقال علي: لا والله لا أمحاها، فقال رسول الله ﷺ:«أرني مكانها»، فأراه مكانها فمحاها، وكتب: ابن عبد الله، … يعني بالكاتب علياً، والله أعلم.
• ورواه أيضاً: ابن أبي شيبة، وابن سعد، وسعيد بن مسعود، والحسين بن علي بن الأسود العجلي:
حدثنا عبيد الله بن موسى: أخبرنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن هبيرة بن يريم، وهانئ بن هانئ، عن علي ﵁، قال: لما خرجنا من مكة اتبعتنا ابنة حمزة، فنادت: يا عم يا عم، فأخذتُ بيدها، فناولتها فاطمة، قلت: دونك ابنة عمك، فلما قدمنا المدينة اختصمنا فيها أنا وزيد وجعفر، فقلت: أنا أخذتها، وهي ابنة عمي، وقال زيد: ابنة أخي، وقال جعفر: ابنة عمي، وخالتها عندي، فقال رسول الله ﷺ الجعفر:«أشبهت خَلقي وخُلقي»، وقال لزيد:«أنت أخونا ومولانا»، وقال لي:«أنت مني وأنا منك، ادفعوها إلى خالتها، فإن الخالة أم»، فقلت: ألا تَزوَّجها يا رسول الله؟ قال:«إنها ابنة أخي من الرضاعة». لفظ سعيد [عند الحاكم]، ورواه الباقون مفرقاً بطرف منه.
أخرجه ابن حبان (١٥/ ٥٢٠/ ٧٠٤٦)، والحاكم (٣/ ١٢٠)(٦/ ١٢٤/ ٤٦٦٣ - ط الميمان)(٦/٣٥/٤٦٦٣ - ط المنهاج القويم)، وابن أبي شيبة (١٨/ ٦٤ و ١٠١ و ١٣٦/ ٣٤٢٦١ و ٣٤٣٧٥ و ٣٤٤٨٥ - ط الشثري)، وابن سعد في الطبقات (٣/٤٣) و (٤/٣٦)، والبلاذري في أنساب الأشراف (١/ ٤٧٠)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (١/ ٢٧٥/ ٣٥٨). [الإتحاف (١١/ ٦٤٨/ ١٤٨٠٠)، المسند المصنف (٢١/ ٢٧١/ ٩٥٩٥)].
قال الحاكم:«هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه بهذه الألفاظ، إنما اتفقا على حديث أبي إسحاق عن البراء، مختصراً».
قلت: وهذا حديث صحيح، هُبَيْرَة بن يَرِيم: لا بأس به، سمع علياً، وسمع منه أبو إسحاق السبيعي، وهذا من مستقيم حديثه.
وهانئ بن هانئ الهمداني الكوفي: مجهول، سمع علياً، لم يرو عنه سوى أبي إسحاق السبيعي، وحديثه هذا مستقيم، وأبو إسحاق معروف بالرواية عن جماعة من المجاهيل الذين لم يرو عنهم غيره، قال النسائي:«ليس به بأس»، وقال العجلي:«كوفي تابعي ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات، وصحح له ابن حبان والحاكم، قلت: وهؤلاء جميعاً معروفون بتوثيق المجاهيل، لكن قال فيه ابن سعد: «كان يتشيع، وكان منكر الحديث»، وقال الشافعي: لا يُعرف»، وقال في رواية حرملة: مع أنه يُعلم أن هانئ بن هانئ لا يعرف، وأن هذا الحديث [يعني: حديث العنين] عند أهل العلم بالحديث مما لا يثبتونه؛ لجهالتهم بهانئ بن هانئ، وقال ابن المديني:«مجهول»، وذكره مسلم فيمن تفرد بالرواية عنهم أبو إسحاق السبيعي، ولم يحتج به البيهقي، وقال:«ليس بالمعروف جداً»، وقال البزار:«وهانئ بن هانئ لا نعلم روى عنه إلا أبو إسحاق»، وأخرج له ابن جرير الطبري حديثاً في فضل عمار، كما في تهذيب الآثار (١٤ - ١٧ - مسند علي)، ثم قال: