للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الماضي، وكأن الفاء سقطت، قلت: وقد ثبتت في رواية النسائي من الوجه الذي أخرجه منه البخاري، وكذا لأبي داود من طريق إسماعيل بن جعفر عن إسرائيل، وكذا لأحمد في حديث علي، ووقع في رواية أبي ذر عن السرخسي والكشميهني: «حمليها»، بتشديد الميم المكسورة وبالتحتانية بصيغة الأمر، وللكشميهني في الصلح في هذا الموضع: احمليها، بألف بدل التشديد، … ».

وقال العيني في العمدة (١٧/ ٢٦٤): «قوله: «حملتها»، بصيغة الفعل الماضي بتخفيف الميم. قيل: أصله: فحملتها، بالفاء وكأنها سقطت، وكذا بالفاء في رواية أبي داود. وفي رواية أبي ذر عن السرخسي والكشميهني: «حمليها» بتشديد الميم بصورة الأمر من التحميل، وقد مر في الصلح في هذا الموضع للكشميهني: «احمليها» أمر من الإحمال».

وقال القسطلاني في إرشاد الساري في الصلح (١٠/ ٤٧٢): «حملتها، بلفظ الماضي، ولعل الفاء سقطت، وقد ثبتت في رواية النسائي من الوجه الذي أخرجه منه البخاري، ولأبي ذر عن الكشميهني: احمليها».

وقال في الموضع الآخر في المغازي (١٣/ ٦٢٥): «حملتها: بتخفيف الميم بلفظ الماضي، وكأن الفاء سقطت، وهي ثابتة عند النسائي من الوجه الذي أخرجه منه البخاري، ولأبي ذر عن الحمويي والكشميهني: حمليها، بتشديد الميم المكسورة وبعد اللام تحتية ساكنة، بصيغة الأمر، وللأصيلي هنا مصححا عليه في الفرع كأصله: احمليها، بألف بدل التشديد».

قلت: قد رواه الناس عن عبيد الله بن موسى، بإثبات الفاء: فحملتها.

• تنبيه آخر: وذلك بشأن الكتابة، قال القسطلاني في إرشاد الساري في المغازي (١٣/ ٦٢٣) شارحا لألفاظ الحديث: «فأخذ رسول الله الكتاب، وليس يحسن يكتب، فقال لعلي: أرني مكانها فمحاها، فأعادها لعلي، فكتب: هذا ما قاضى محمد بن عبد الله.

وبهذا التقرير يزول استشكال ظاهره: المقتضي أنه كتب، المستلزم لكونه غير أمي، وهو يناقض الآية التي قامت بها الحجة وأفحمت الجاحد، وقيل: المراد بقوله: كتب: أمر بالكتابة، فإسناد الكتابة إليه مجاز، وهو كثير كقولهم: كتب إلى كسرى، وكتب إلى قيصر، فقوله: كتب أي: أمر عليا أن يكتب».

قلت: ويؤيد هذا المعنى: ما رواه البخاري (٣١٨٤)، من حديث: يوسف بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق، قال: حدثني البراء ، أن النبي لما أراد أن يعتمر، … فذكر الحديث، إلى أن قال: وكان لا يكتب، قال: فقال لعلي: «أمح: رسول الله»، فقال علي: والله لا أمحاه أبدا، قال: «فأرنيه»، قال: فأراه إياه، فمحاه النبي بيده، … الحديث.

وما رواه مسلم (٩٢/ ١٧٨٣)، من حديث زكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق، عن البراء، قال: قال: لما أحصر النبي عند البيت … وذكر الحديث، إلى أن قال: فأمر

<<  <  ج: ص:  >  >>