٢٤ - عن نافع بن جبير:
يرويه: إسماعيل بن علية [ثقة ثبت]، عن عبد الرحمن بن إسحاق [ليس به بأس]، قال: حدثني أبي، قال: رأيت نافع بن جبير بالعرج عليه معصفر وفي رواية وعليه ملحفة [معصفرة]، وهو محرم، فقال له عمي إسحاق: ما هذا؟ قال: إنه لا ينفض، أو إنها لا تنفض.
أخرجه ابن أبي شيبة (٧/ ٤٦٢/ ١٣٣٣١ - ط الشثري)، وعبد الله بن أحمد في العلل ومعرفة الرجال (٢/ ٣٨٨/ ٢٧٣٣).
وهذا مقطوع على نافع بن جبير بإسناد جيد، ونافع بن جبير بن مطعم: تابعي، مدني، ثقة، من الثالثة، وإسحاق بن عبد الله بن الحارث بن كنانة: مدني ثقة، من الثالثة، سمع ابن عباس [راجع ترجمته عند الحديث المتقدم برقم (١١٦٥)].
• ونهي الرجال عن لبس المعصفر صحيح ثابت من حديث علي بن أبي طالب:
فقد روى مالك، عن نافع، عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب؛ أن رسول الله ﷺ نهى عن لبس القسي والمعصفر، وعن تختم الذهب، وعن قراءة القرآن في الركوع.
أخرجه مالك في الموطأ (١/ ١٣٠/ ٢١٢)، ومن طريقه: مسلم (٤٨٠) و (٣١/٢٩/ ٢٠٧٨)، وأبو داود (٤٠٤٤)، والترمذي (٢٦٤ و ١٧٢٥)، وقال: «حديث علي: حديث حسن صحيح»، والنسائي (٢/ ١٨٩/ ١٠٤٤) و (٨/ ١٩١/ ٥٢٦٩)، وغيرهم.
تقدم تخريجه مختصرا في فضل الرحيم الودود (٧/ ٢٧٢/ ٦٤٧)، وفي سنده اختلاف، ويأتي تخريجه موسعا إن شاء الله تعالى في موضعه من السنن (٤٠٤٤).
وقول نافع بن جبير هنا يمكن حمله على التفريق بين ما كان يردع على الجلد - وهو عادة ما يكون مشبعا بالصبغ بالحمرة - وبين ما نسجت خيوطه بالمصبوغ بالعصفر فلا يردع على الجلد ولا يترك أثرا؛ ألا ترى إلى قول نافع بن جبير: إنه لا ينفض، يعني: لا يترك أثرا على الجلد، ولذا قال مالك: «إنما يكره لبس المشبعات، لأن المشبعات تنفض» [(١٠٤٤ - رواية أبي مصعب)].
قال الخطابي في المعالم (٤/ ١٩٣) عقب حديث أنه ﷺ كان يلبس حلة حمراء، قال الشيخ: «قد نهى رسول الله ﷺ الرجال عن لبس المعصفر، وكره لهم الحمرة في اللباس، فكان ذلك منصرفا إلى ما صبغ من الثياب بعد النسج، فأما ما صبغ غزله ثم نسج فغير داخل في النهي».
وقال البغوي في شرح السنة (١٢/٢٤): «وقيل: المراد بالمعصفر: المصبوغ بعد النسج للزينة، فأما ما صبغ غزله ثم نسج ولم يكن له رائحة، فقد رخص فيه بعض أهل العلم».
وقال ابن تيمية بعد ذكره الآثار الدالة على إباحة لبس المعصفر للمحرم من الرجال:
