للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قلت: أبو جعفر الراوي عن طلحة إن كان هو الباقر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب؛ فهو منقطع؛ لأنه لم يدركه، وإلا فلا أدري من هو؟

٢٢ - علي بن أبي طالب، وعبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وعمر بن الخطاب: يرويه: الشافعي، وعبد الرزاق بن همام، وسعيد بن منصور، وأحمد بن منيع [وهم ثقات حفاظ]:

حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار [روايته عن أبي جعفر في الصحيحين]، عن أبي جعفر محمد بن علي، قال: أبصر عمر بن الخطاب على عبد الله بن جعفر ثوبين مُضَرَّجين وهو محرم، فقال: ما هذه الثياب؟ فقال علي بن أبي طالب : ما إخال أحداً يعلمنا السنة، فسكت عمر. لفظ الشافعي.

ولفظ سعيد بن منصور: عن محمد بن علي قال: أبصر عمر على عبد الله بن جعفر ثوبين موردين وهو محرم، فقال عمر: ما هذا؟ خالفت الناس! فقال له علي: دعنا عنك، فإنه ليس أحد يُعلمنا بالسنة، قال له: صدقت.

ولفظ ابن منيع: عن أبي جعفر، قال: إن عمر أبصر على عبد الله بن جعفر ثوبين مصبوغين وهو محرم، فقال: ما هذا؟ فقال علي: ما إخال أحداً يعلمنا السنة.

أخرجه الشافعي في الأم (٣/ ٣٦٧/ ١٠٤٦)، وفي المسند (١١٨)، وعبد الرزاق [عزاه إليه: ابن عبد البر في التمهيد (١٠/١٧) وسعيد بن منصور [عزاه إليه: المحب الطبري في القرى (٢/ ٥١٥/ ٤٨٩)]، وأحمد بن منيع في مسنده (٦/ ٣٧٥/ ١١٨٨ - مطالب)، وابن حزم في المحلى (٥/ ٢٩٨)، والبيهقي في الكبرى (٥/ ٥٩)، وفي المعرفة (٧/ ١٦٦/ ٩٦٨٤).

قلت: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات، وصورته مرسل، فإن أبا جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب يحكي واقعة لم يدركها؛ فإنه لم يدرك زمان عمر، ولا علي؛ فقد ولد أبو جعفر سنة (٥٦)، يعني: بعد مقتل علي بقرابة (١٦) عاماً، وقال أبو زرعة بأن روايته عن علي مرسلة، بل قال: «لم يدرك هو ولا أبوه علي: عليًا »، وقال الترمذي في الجامع (١٥١٩): «لم يدرك علي بن أبي طالب»، وكذا قال في أبيه علي زين العابدين [جامع الترمذي (١٥١٩) و (٢٣١٨). المراسيل (٥٠٣ و ٦٧٥ و ٦٧٦). تحفة التحصيل (٢٣٤ و ٢٨٢)]، وعدم إدراكه لعمر من باب أولى، وجزم بإرساله أبو زرعة [المراسيل (٦٧٤)]، وأما روايته عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب فهي عند ابن ماجه، وهي محمولة على السماع؛ لأنه أدرك من حياته قرابة أربعاً وعشرين سنة، فقد تأخرت وفاة عبد الله بن جعفر إلى سنة (٨٠)، وهما أبناء عمومة، لكن الإشكال هنا أنه لا يرويه رواية، إنما يحكي واقعة لم يدركها، فهي ظاهرة الإرسال، ثم وجدت طريقاً آخر صالحاً يدل على أن محمد بن علي إنما أخذه عن عبد الله بن جعفر:

• فقد روى علي بن العباس [علي بن العباس بن الوليد البجلي المقانعي الكوفي:

<<  <  ج: ص:  >  >>