قلت: سبق لابن أبي الشمال أن ذكرت حديثه في الحيض عن مولاته أم جميلة، أو: أم طلحة، عن عائشة [راجع: فضل الرحيم الودود (٤/٨/٣٠١)]، ونقلت هناك أقوال النقاد في حديثه الذي تفرد به عن مولاته فقال البخاري:«لا يتابع عليه، ولا يصح»، وقال العقيلي:«هذا يُروى بغير هذا الإسناد من طريق أصلح من هذا»، كما أن الدارقطني أورد له في العلل (٨/ ١٤٥٠/ ١٢٥) حديثاً تفرد به عن سلمة بن علقمة عن ابن سيرين عن أبي هريرة، ثم قال:«وسلمة: من الثقات الحفاظ، لم يرو عنه غير محمد بن أبي الشمال، ولم يكن بالقوي، وكلها وهم على ابن سيرين»، ثم إن محمد بن أبي الشمال هذا: قال فيه أبو حاتم: «مجهول»، وقال ابن عدي:«ليس بالمعروف»، وقال الدارقطني:«لم يكن بالقوي» التاريخ الكبير (١/ ١١٥). الجرح والتعديل (٧/ ٢٨٦). الميزان (٣/ ٥٨٠). اللسان (٧/ ١٩٧). الثقات لابن قطلوبغا [(٨/ ٣٣٦)].
قلت: فلا يحتمل تفرد مثله عن عبد الله بن عون وسلمة بن علقمة بهذا السياق دون بقية أصحابهما الثقات على كثرتهم، فهو حديث منكر بهذا السياق، فضلاً عن ذكر سماع ابن سيرين من دقرة؛ فإنما نبئ عنها.
• والصواب فيه: ما رواه إسماعيل بن إبراهيم [ابن علية: ثقة ثبت]، قال: حدثنا سلمة بن علقمة عن محمد بن سيرين، قال: نبئت عن دقرة أم عبد الله بن أُذينة [دقرة بنت غالب الراسبية: ذكرها ابن حبان في الثقات، وروى عنها ثلاثة. التهذيب (١٥/ ١٠٠٨)]، قالت: كنا نطوف مع عائشة بالبيت، فأتاها بعضُ أهلها، فقال: إنك قد عرقتِ فغيري ثيابك، فوضعت ثوباً كان عليها، فعرضت عليها برداً عليَّ مصلَّبٌ، فقالت: إن رسول الله ﷺ كان إذا رآه في ثوب قضبه، قالت: فلم تلبسه.
أخرجه أحمد (٦/ ٢١٦)(١٢/ ٢٦٤٥٠/ ٦٢١٩ - ط المكنز)، والبيهقي في الشعب (٥٧٠٨). [الإتحاف (١٧/ ٦٩٥/ ٢٣٠٦٨). المسند المصنف (٣٨/ ٥٢٩/ ١٨٥٠٤)].
وقد سئل الدارقطني في العلل (١٤/ ٤٣٢/ ٣٧٨١) عن حديث دقرة هذا؛ فقال: يرويه محمد بن سيرين، واختلف عنه؛
فرواه محمد بن أبي الشمال، عن ابن عون وسلمة بن علقمة، عن ابن سيرين، قال: حدثتني دقرة، عن عائشة.
وخالفه: ابن علية، رواه عن سلمة بن علقمة عن ابن سيرين، قال: نبئت عن دقرة، عن عائشة. وهو الصواب.
• ورواه يزيد بن هارون [ثقة متقن]، وأبو معاوية محمد بن خازم الضرير [ثقة]:
أخبرنا هشام [هشام بن حسان: ثقة، ثبت في ابن سيرين]، عن محمد، قال: حدثتني دقرة أم عبد الرحمن بن أذينة، قالت: كنا نطوف مع أم المؤمنين عائشة، فرأت على امرأة برداً فيه تصليب، فقالت [أم المؤمنين]: اطرحيه [اطرحيه]؛ فإن النبي ﷺ كان إذا رأى نحو هذا قضبه. لفظ يزيد [عند أحمد، والنسائي].