قلت: وهذا غريب من حديث محمد بن سوقة، عن عائشة بنت طلحة، عن أم المؤمنين عائشة، تفرد به: علي بن غراب، وهو: ليس به بأس، كثير الغرائب والإفرادات، وله أحاديث لا يتابع عليها [التهذيب (٣/ ١٨٦) (٩/ ٥١٦ - ط دار البر). الكامل (٥/ ٢٠٦)]، وهذا منها.
• والمعروف في هذا الحديث عن عائشة بنت طلحة:
ما رواه عمر بن سويد الثقفي [ثقة]، قال: حدثتني عائشة بنت طلحة؛ أن عائشة أم المؤمنين ﵂ حدثتها، قالت: كنا نخرج مع النبي ﷺ إلى مكة، فنُضَمِّدُ جباهنا بالسُّك المطيب عند الإحرام، فإذا عرقت إحدانا سال على وجهها، فيراه النبي ﷺ فلا ينهاها.
وهو حديث صحيح [تقدم تخريجه بالتفصيل في فضل الرحيم الودود (٣/ ٢٢٨/ ٢٥٤)، وهو الحديث السابق برقم (١٨٣٠)].
وقد رواه عن عمر بن سويد بدون ذكر الورس والزعفران: وكيع بن الجراح، وأبو نعيم الفضل بن دكين، وأبو أحمد الزبيري، وعبد الله بن داود الخريبي، وعبيد الله بن موسى، وأبو أسامة حماد بن أسامة، وهم ثقات أثبات.
• وخالفهم: القاسم بن مالك المزني، فقال فيه: تضمخنا بالزعفران والورس، وهي رواية شاذة، والقاسم بن مالك المزني: صدوق، لينه أبو حاتم [التهذيب (٣/ ٤١٩)].
• والمعروف عن عائشة في الورس والزعفران:
ما رواه شعبة، عن يزيد الرشك، عن معاذة العدوية، عن عائشة ﵂، قالت: المحرمة تلبس من الثياب ما شاءت إلا ثوباً مسه ورس أو زعفران، ولا تتبرقع، ولا تلثم، وتسدل الثوب على وجهها إن شاءت. [وهذا صحيح عن عائشة، وتقدم].
وهذا هو الثابت عن عائشة في المنع من الورس والزعفران للمحرمة.
ص - وروى موسى بن هارون التوزي [موسى بن هارون بن سعيد التوزي، كان يسكن سر من رأى، توفي سنة (٣٠٥)، روى عنه ابن عدي، وابن لؤلؤ. تاريخ بغداد (١٥/ ٥٦). تاريخ الإسلام (٧/ ٩٦)]: حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى [ثقة ثبت]: حدثنا محمد بن أبي الشمال أبو سفيان السعدي: حدثني ابن عون [عبد الله بن عون: ثقة ثبت، من أثبت أصحاب ابن سيرين]، وسلمة بن علقمة [ثقة ثبت من أثبت أصحاب ابن سيرين]، عن محمد بن سيرين: حدثتني دِقْرَة، عن عائشة، قالت: كنا نطوف بالبيت فَعَرِقت عائشة، فأتيت عائشة، فقيل لها: يا أم المؤمنين، إنك قد عرقت، وعليها ثياب مصبغة بالعصفر، قالت: فنظرت إليَّ، فرميتُ عليها برداً عليَّ مصلّباً، قالت: فلما رأته مصلباً ردته علي، ثم قالت: كان رسول الله ﷺ إذا رأى هذا التصليب في رداء من ثيابنا قضبه.
أخرجه ابن عدي في الكامل (٧/ ٤٧٢) (٩/ ٣٠٨/ ١٥٣٩٥ - ط الرشد).
قال ابن عدي: ومحمد بن أبي الشمال هذا: ليس بالمعروف، ولم أر من الحديث ما يتبين ضعفه من صدقه.