وسيأتي فيما نقل ابن تيمية: «وأما بالحناء: فقد نص أحمد على أنه ليس بطيب، ولكنه زينة».
٩ - حديث ابن عباس:
يرويه: عبد الله بن أحمد بن حنبل [ثقة ثبت حافظ]: حدثني أحمد بن محمد بن أيوب صاحب المغازي: ثنا أبو بكر بن عياش [ثقة، صحيح الكتاب]، عن يعقوب بن عطاء، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس، قال: كن أزواج رسول الله ﷺ يخضب بالحناء وهن محرمات، ويلبسن المعصفر وهن محرمات.
أخرجه الطبراني في الكبير (١١/ ١١١٨٦/ ١٠٥).
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (٣/ ٥٠٠ - ٥٣٤١): «رواه الطبراني في الكبير، وفيه: يعقوب بن عطاء، وثقه ابن حبان، وضعفه جماعة». [وانظر: التوضيح لابن الملقن (٦/ ٣٨٠). التلخيص الحبير (٢/ ٥٣٧)].
وقال النووي في المجموع (٧/ ٢٧٦): «وأما قوله: إن أزواج رسول الله ﷺ كن يختضبن بالحناء وهن محرمات؛ فغريب، وقد حكاه ابن المنذر في الإشراف بغير إسناد».
قلت: هو حديث منكر؛ تفرد به عن عمرو بن دينار يعقوب بن عطاء بن أبي رباح، وهو: ضعيف له غرائب ومناكير [التهذيب (١٤/ ٨٧١ - ط دار البر)].
ولا يُعرف من حديث أبي بكر بن عياش إلا من هذا الوجه؛ فهو غريب جداً، حيث تفرد به أحمد بن محمد بن أيوب البغدادي الوراق، وهو: لا بأس به، وله ما يُنكر [راجع ترجمته مفصلة في فضل الرحيم الودود (٦/ ١٢٦/ ٥١٩)].
١٠ - عن عائشة، وأزواج النبي ﷺ:
• رواه عبد الوهاب بن عطاء [صدوق]، عن ابن جريج [ثقة حافظ]، قال: أخبرت عن عكرمة، قال: كانت عائشة وأزواج النبي ﷺ يختضبن بالحناء وهنَّ حُرُم، وذلك بعد وفاة النبي ﷺ، ويحججن في المعصفرات.
أخرجه ابن سعد في الطبقات (٨/ ٧٢). وعلقه ابن المنذر في الإشراف (٣/ ٢٦٣).
وعكرمة مولى ابن عباس: قد سمع من عائشة، أثبت البخاري سماعه منها في التاريخ، وكذلك أبو حاتم في الجرح والتعديل، وإن كان قد نفاه في المراسيل، فالرواية المثبتة مقدمة على النافية لوقوفه على ما يقتضي القول به، وأما كلام ابن المديني فإنه عام يستثنى منه عائشة [انظر: التاريخ الكبير (٧/٤٩). الجرح والتعديل (٧/٤٩). المراسيل (٥٨٣). جامع التحصيل (٥٣٢). تحفة التحصيل (٢٣٢)] [وقد أخرج البخاري في صحيحه ثلاثة أحاديث لعكرمة عن عائشة: انظر: صحيح البخاري (٣٠٩ - ٣١١ و ٢٠٣٧) و (٤٢٤٢) و (٥٨٢٥)].
لكنه أثر ضعيف؛ فإن ابن جريج لم يسمعه من عكرمة، والحفاظ الكبار إذا أسقطوا الواسطة فلعدم رضاهم عنها، وقد كان ابن جريج قبيح التدليس لا يدلس إلا فيما سمعه