للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فرقد السبخي واهماً في رفعه هذا الخبر»، ثم ساق حديث فرقد، ثم قال: «أنا خائف أن يكون فرقد السبخي واهماً في رفعه هذا الخبر؛ فإن الثوري روى عن منصور، عن سعيد بن جبير، قال: كان ابن عمر يدهن بالزيت حين يريد أن يحرم»، ثم أسنده ثم قال: «وقفهما - علمي - هو الصحيح، الأدهان بالزيت في حديث سعيد بن جبير، إنما هو من فعل ابن عمر، لا من فعل النبي ، ومنصور بن المعتمر: أحفظ وأعلم بالحديث وأتقن من عددٍ مثل فرقد السبخي»، ثم بيّن أن حجاج بن منهال رواه عن حماد كالجماعة: وهو محرم، بينما قال وكيع بن الجراح: عند الإحرام، وقال الهيثم بن جميل: إذا أراد أن يحرم، ثم قال أبو بكر ابن خزيمة: «فاللفظة التي ذكرها وكيع، والتي ذكرها الهيثم بن جميل؛ لو كان الدهن مقتتاً بأطيب الطيب جاز الادهان به إذا أراد الإحرام؛ إذ النبي قد تطيب حين أراد الإحرام بطيب فيه مسك، والمسك أطيب الطيب على ما خبر المصطفى ، سمعت محمد بن يحيى يقول: غير مقتت؛ غير مطيب».

وقال ابن حبان منكراً به على فرقد في ترجمته من المجروحين: «لم يتابع عليه»، وكان قال فيه قبلُ: «وكان فيه غفلةٌ ورداءة حفظ، فكان يهم فيما يروي، فيرفع المرسل وهو لا يعلم، ويسند الموقوف من حيث لا يفهم، فلما كثر ذلك منه وفحش مخالفته الثقات بطل الاحتجاج به».

ومما ينبغي التنبيه عليه هنا: أن البخاري لم يخرج حديث ابن عمر الموقوف مقراً به:

حيث قال في الصحيح: حدثنا محمد بن يوسف: حدثنا سفيان، عن منصور، عن سعيد بن جبير، قال: كان ابن عمر يدهن بالزيت.

فذكرته لإبراهيم [القائل هو منصور بن المعتمر]، قال [يعني: إبراهيم النخعي]: ما تصنع بقوله؟! حدثني الأسود، عن عائشة ، قالت: كأني أنظر إلى وبيص الطيب في مفارق رسول الله وهو محرم.

يعني: أن النبي كان يتطيب قبل الإحرام، ثم يدوم أثر الطيب عليه أثناء الإحرام، فلا يزيله، فلم يعد لامتناع ابن عمر عن استعمال الدهن المطيب قبل الإحرام معنى، وقد أنكره إبراهيم النخعي، واستدل بالسنة الواردة في حديث عائشة، والله أعلم.

وسئل الدارقطني في العلل (١٣/ ١٨١/ ٣٠٦٩)، عن حديث سعيد بن المسيب، عن ابن عمر؛ أن النبي ادهن بالزيت وهو محرم؟ فقال: «يرويه فرقد السبخي، واختلف عنه؛

فرواه يوسف بن عطية، عن فرقد، عن ابن المسيب، عن ابن عمر.

وغيره يرويه: عن فرقد، عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر، وهو الصحيح».

قلت: كان ينبغي على الدارقطني بيان أمرين: الأول: بيان حال يوسف هذا، وهو: يوسف بن عطية بن باب الصفار البصري، وهو متروك، منكر الحديث، عامة حديثه غير

<<  <  ج: ص:  >  >>