النيسابوري، أنه قال: حديث ابن عمر قَبْلُ؛ لأنه كان بالمدينة قبل الإحرام، وحديث ابن عباس بعرفات، ثم أعقبه بجواب الشافعي، ثم رد على ابن الجوزي فيمن سلك مسلك الترجيح، فقال:«وهو تعليل مردود؛ بل لم يختلف على ابن عمر في رفع الأمر بالقطع؛ إلا في رواية شاذة، على أنه اختلف في حديث ابن عباس أيضاً، فرواه ابن أبي شيبة بإسناد صحيح، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس موقوفاً، ولا يرتاب أحد من المحدثين أن حديث ابن عمر أصح من حديث ابن عباس؛ لأن حديث ابن عمر جاء بإسناد وصف بكونه أصح الأسانيد، واتفق عليه عن ابن عمر غير واحد من الحفاظ، منهم نافع وسالم، بخلاف حديث ابن عباس فلم يأت مرفوعاً إلا من رواية جابر بن زيد عنه، حتى قال الأصيلي: إنه شيخ بصري لا يعرف كذا قال، وهو معروف موصوف بالفقه عند الأئمة … ».
قلت: كلا الحديثين صحيح ثابت، اتفق على إخراجه الشيخان، وعدم شهرة الحديث عن الصحابي لا يُعله، فكم من حديث صحيح ثابت كان أصلاً في بابه، لم يروه عن الصحابي سوى رجل واحد؟!
• وانظر أيضاً: عيون المسائل للقاضي عبد الوهاب المالكي (٢٦٤). شرح الرسالة له (٢/ ٢٥٤). تفسير الموطأ للقنازعي (٢/ ٦٠٣). إكمال المعلم (٤/ ١٦١). بداية المجتهد (١/ ٣٢٦). الفروع لابن مفلح (٥/ ٤٢٣). التوضيح لابن الملقن (١٢/ ٤٤٠). طرح التثريب (٥/ ٥٢). الفتح لابن حجر (٣/ ٤٠١) و (٤/ ٧٥). عمدة القاري (٢/ ٢٢٤). التنبيه على مشكلات الهداية (٣/ ١٠٠٤). وغيرها كثير.
* * *
١٨٣٠ - قال أبو داود: حدثنا الحسين بن الجنيد الدامغاني: حدثنا أبو أسامة، قال: أخبرني عمر بن سويد الثقفي، قال: حدثتني عائشة بنت طلحة؛ أن عائشة أم المؤمنين ﵂ حدثتها، قالت: كنا نخرج مع النبي ﷺ إلى مكة، فنُضَمِّدُ جباهنا بالسُّك المطيب عند الإحرام، فإذا عرقت إحدانا سال على وجهها، فيراه النبي ﷺ فلا ينهاها.
حديث صحيح
تقدم تخريجه بالتفصيل في فضل الرحيم الودود (٣/ ٢٢٨/ ٢٥٤)، وهو حديث صحيح. [التحفة (١١/ ٨٤٤ و ٨٤٥/ ١٧٨٧٨ و ١٧٨٧٩)، المسند المصنف (١٣/٣٨/١٨١٢٠)].
• قال ابن الأثير في النهاية (٢/ ٣٨٤) مادة سكك: «وفي حديث عائشة: كنا نضمد جباهنا بالسُّك المطيب عند الإحرام: هو طيب معروف يضاف إلى غيره من الطيب ويستعمل».