الثقات (٤/ ١٠٢). الحلية (٣/ ٨٥). التهذيب (٢/ ٤٩٧ - ط دار البر). وغيرها كثير].
وفي تاريخ البخاري: عن جابر بن زيد قال: «لقيني ابن عمر، فقال: يا جابر، إنك من فقهاء أهل البصرة، وستستفتى، فلا تُفتِينَّ إلا بكتاب ناطق، أو سنة ماضية» [التاريخ الكبير (٢/ ٢٠٤)(٢/ ٧٠٨ - ط الناشر المتميز). الحلية (٣/ ٨٥). التهذيب (٢/ ٤٩٧ - ط دار البر)].
ثم إنه لا يشترط في كل حديث صحيح أن يُعرف بالمدينة.
ثم إن أبا محمد هذا يُعرف عنه المجازفة في الأحكام، وقد سبق أن رددت مجازفته في تكذيب حديث:«هذه ثم ظهور الحُصُر»، وهو حديث صحيح، ثابت من حديث أبي هريرة، وأبي واقد الليثي، ويشهد لهما حديث أم سلمة، والله أعلم [تقدم تخريجه في المجلد الثالث والعشرين الحديث رقم (١٧٢٢)].
ومما قلت هناك في أبي محمد هذا: عبد الله بن محمد بن عثمان بن سعيد بن أبي سعيد هاشم بن إسماعيل بن سفيان بن كنانة بن نعيم الأسدي: من أهل قرطبة، توفي سنة (٣٦٤)، قال ابن الفرضي:«كان ضابطاً لكتبه، صدوقاً في روايته، ثقة في نقله» [تاريخ علماء الأندلس (٧٠٧). جذوة المقتبس (٥٣٣). تاريخ الإسلام (٨/ ٢٢٨ - ط الغرب)]، فلم يكن من نقاد الحديث، ولا من فرسانه المبرزين، ولم يبرهن على صحة دعواه بدليل ولا بينة يسير بها على منهج نقاد المحدثين في رد الأحاديث الباطلة والموضوعة، فإنه قد زعم بأنه حديث مكذوب، قد وضعه رجل شيعي، وليس في رواة حديث أبي هريرة، ولا حديث أبي واقد، ولا حديث أم سلمة من اتهم بالكذب، ولا لحقته وصمة الرفض، بل هي أحاديث صحيحة في الجملة، ليس في إسنادها متهم بالكذب أو الرفض؛ بل رجال أسانيدها مشاهير في الجملة، غالبهم من أهل المدينة، وبعضها أسانيد مشهورة، وجواد مسلوكة.
وهو هنا أيضاً: يرد حديث ابن عباس بدعوى باهتة، وهي تفرد التابعي المشهور عن الصحابي، فأتى بالعجب؛ فهو حديث صحيح الإسناد، مشهور شهرة كبيرة، حيث رواه عن عمرو بن دينار جمع من كبار الأئمة النقاد، وهم الأثبات الحفاظ المقدمون في عمرو: سفيان بن عيينة، وسفيان الثوري وشعبة، وأيوب السختياني، وابن جريج، وحماد بن زيد، وأخوه سعيد بن زيد، وهشيم بن بشير، وإبراهيم بن نافع المخزومي.
وقد اتفق على إخراجه البخاري ومسلم في صحيحيهما، وصححه أيضاً: الترمذي، وابن خزيمة، وأبو عوانة، وابن حبان، وابن الجارود.
واحتج به وأثبته: الشافعي وأحمد وأبو داود والنسائي، والدارمي، وأبو بكر النيسابوري، والبيهقي، وغيرهم؛ فمن الناس بعد هؤلاء؟!
وقال الدارقطني في السنن (٣/ ٢٤١): «سمعت أبا بكر النيسابوري، يقول: في حديث ابن جريج، وليث بن سعد، وجويرية بن أسماء، عن نافع، عن ابن عمر، قال: