وعمر بن علي المقدمي ممن نُقم عليه التدليس [انظر: التهذيب (٩/ ٧٩٠ - ط دار البر)]، فلعله دلسه تدليس الشيوخ، ليُعمِّي أمره، ويُنبل نفسه أن يروي عن مثل عمر بن قيس سندل؛ فإنه: متروك، منكر الحديث، قال أحمد:«أحاديثه بواطيل».
ورواه إسماعيل بن قيراط الدمشقي: حدثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي: حدثنا عثمان بن فائد: حدثنا شعبة، عن عاصم بن عبيد الله، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه، قال: طفت مع رسول الله ﷺ بالبيت فانقطع شسعه، فمشى في نعل واحدة، وهو يصلح شسعه فخلعت نعلي، فقلت: يا رسول الله انتعلها، فقال:«لا أحب الأثرة».
أخرجه الطبراني في حديث أهل البصرة (١٢٩ - انتقاء ابن مردويه).
قلت: هذا حديث موضوع على شعبة بن الحجاج، تفرد به عنه دون بقية أصحابه الثقات على كثرتهم: عثمان بن فائد، وهو منكر الحديث، بل متهم بالوضع، قال البخاري:«في حديثه نظر»، وقال ابن حبان:«يروي عن جعفر بن برقان والشاميين: العجائب، روى عنه سليمان بن عبد الرحمن، يأتي عن الثقات بالأشياء المعضلات حتى يسبق إلى القلب أنه كان يعملها تعمداً؛ لا يجوز الاحتجاج به»، وقال ابن عدي:«منكر الحديث»، وقال أيضاً:«قليل الحديث، وعامة ما يرويه ليس بالمحفوظ»، وقال أبو نعيم الأصبهاني:«روى عن الثقات، مناكير، لا شيء»، وضعفه غيرهم، وذكر له الذهبي حديث: كلام أهل الجنة بالعربية، وقال:«هذا موضوع، والآفة عثمان»، ثم ذكر له أحاديث أخرى موضوعة، ثم قال:«المتهم بوضع هذه الأحاديث: عثمان، وقَلَّ أن يكون عند البخاري رجل فيه نظر إلا وهو متهم» [ضعفاء العقيلي (٣/ ٢١٢). الجرح والتعديل (٦/ ١٦٣).
رواه عنه: سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي ابن بنت شرحبيل، وهو: صدوق، له مناكير، مكثر من الرواية عن الضعفاء والمجهولين.
وإسماعيل بن قيراط الدمشقي: قال ابن العديم: هو إسماعيل بن محمد بن عبيد الله بن قيراط، أبو علي العذري، قال الذهبي:«الشيخ العالم المحدث … ، كان صاحب رحلة ومعرفة»، وقد روى عنه جماعة من الأئمة والمصنفين، مثل: أبي القاسم الطبراني، وأبي عوانة، وابن جوصا، وابن أبي العقب وخيثمة الأطرابلسي، وغيرهم [سؤالات السجزي (٢٦٢). تاريخ دمشق (٧١/ ٣١٣). بغية الطلب في تاريخ حلب (٤/ ١٨٠٤ و ١٨١٢). تكملة الإكمال (٤/ ٢٨٦). تاريخ الإسلام (٦/ ٩٢٠). والسير (١٤/ ١٨٦)].
وهذه الأحاديث مدارها على عاصم بن عبيد الله.
قال الطحاوي: «ففي هذا الحديث إخبار عبد الرحمن بن عوف عمر ﵄: أنه لبس