للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وقال ابن الملقن في البدر المنير (٦/ ٣٢٧): «هذا الحديث حسن».

قلت: محمد بن إسحاق: لم يحتج به مسلم، إنما أخرج له في الشواهد والمتابعات، وهذا الحديث قد أعرض عنه مسلم، فلم يخرجه في صحيحه، وتعليق البخاري له لم يكن على وجه الاحتجاج، بل كان على وجه الإعلال لمن أدرج هذه الجملة في حديث ابن عمر، إنما هي من قوله موقوفاً عليه، وقد سبق بيان ذلك، وفي هذا إشارة إلى طريقة تعاطي أئمة المحدثين مع حديث الراوي، وأن قبوله وردَّه لا يتوقف على ما قيل في الراوي من كلام النقاد، وإنما يتوقف على النظر في مجموع طرق الحديث، ومعرفة حال الراوي في هذه الرواية بعينها؛ هل ضبطها وحفظها؛ فيقبل حديثه ويصحح، أم أنه لم يضبطها؛ فيرد حديثه بالشذوذ أو النكارة أو البطلان، ونحو ذلك، وأما دعوى رد حديث ابن إسحاق بمجرد العنعنة، وقبوله بمجرد إثبات السماع؛ فهي دعوى لا برهان عليها من تصرفات أئمة النقاد، وقد سبق بيان ذلك قريباً عند الحديث رقم (١٨١٨) حين قبلت حديث ابن إسحاق المعنعن، واحتججت به على انفراده، وقلت بأنه حديث حسن [راجع بحث تدليس ابن إسحاق موسعاً في فضل الرحيم الودود (٩/ ٦١/ ٨١٤)]، وأما هنا فمع تصريح ابن إسحاق بالسماع؛ إلا أنني رددت ما وقع فيه من الخطأ والوهم، وهو رفع هذا الحديث، وما انفرد به عن بقية الثقات عن نافع عن ابن عمر.

والصحيح: الاحتجاج بحديث ابن إسحاق؛ لكن بشرط ألا توجد قرينة تدل على أنه وهم ولم يضبط، وهو هنا قد وهم في هذا الحديث لقرائن متعددة يأتي ذكرها.

ب - ورواه يزيد بن هارون [ثقة متقن]: أنا محمد - يعني: ابن إسحاق ـ، عن نافع، عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله يقول على هذا المنبر، وهو ينهى الناس إذا أحرموا عما يُكره لهم: «لا تلبسوا العمائم، ولا القُمُص، ولا السراويلات، ولا البرانس، ولا الخفين، إلا أن يضطر مضطر إليهما، فيقطعهما أسفل من الكعبين، ولا ثوباً مسه الورس ولا الزعفران».

قال: وسمعته ينهى النساء عن القفاز والنقاب، وما مس الورس والزعفران من الثياب.

أخرجه أحمد (٢/٣٢/٤٨٦٨). [الإتحاف (٩/٣١١/ ١١٢٥٤، المسند المصنف ١٥/١٦/٧١١٢)].

قلت: ولعل الدارقطني أشار إلى هذه الرواية حين رجح الوقف عن ابن إسحاق؛ لقوله حين سئل في العلل (١٣/٤٢/٢٩٣٤)، عن حديث نافع، عن ابن عمر: قال رسول الله : «لا تلبس المحرمة القفازين ولا تنتقب»؟ فقال: «يرويه محمد بن إسحاق، وموسى بن عقبة، واختلف عنهما؛

فرواه يحيى بن اليمان، عن الثوري، عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعاً.

<<  <  ج: ص:  >  >>