كان سيئ الحفظ لحديث قتادة؛ لأنه إنما جلس إليه وهو صغير فلم يحفظ عنه، وفي حديثه عن العراقيين - أهل الكوفة وأهل البصرة -: ضعف [انظر: المعرفة والتاريخ (٢/ ٢٨١). علل الدارقطني (١٢/ ٢٢١/ ٢٦٤١). تاريخ دمشق (٥٩/ ٤١٤). شرح علل الترمذي (٢/ ٦٩٨ و ٧٧٤)].
• ثم قال ابن عبد البر في التمهيد (٢/ ٢٦٤): «وروى سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن عطاء، بإسناده مثله سواء»، قلت: فأحال متنه على متن معمر، ولم يسنده إلى سعيد؛ فلم ندر هل يُحفظ عن ابن أبي عروبة أم لا؟
• والعمدة في حديث قتادة: على ما اتصل إسناده من حديث شعبة عن قتادة عن عطاء مرسلاً، وقد أخرجه أصحاب المصنفات المشهورة: الطيالسي، وأبو القاسم البغوي، والطحاوي، والبيهقي؛ فكيف غاب عنهم حديث ابن أبي عروبة؟! لو كان محفوظاً، والله أعلم.
٨ - أبو الزبير، عن عطاء:
• رواه جعفر بن محمد الصائغ [جعفر بن محمد بن شاكر الصائغ: ثقة، وله أوهام تقدمت معنا في السنن]، وأحمد بن علي البربهاري [أحمد بن علي بن الحسن أبو العباس البربهاري: وثقه الخطيب. تاريخ بغداد (٤/ ٣٠٤). تاريخ الإسلام (٢١/ ٧٣)]:
حدثنا محمد بن سابق [صدوق]، قال: حدثنا إبراهيم بن طهمان [ثقة، يُغرب]، عن أبي الزبير، عن عطاء، عن صفوان بن أمية؛ أنه قال: جاء رجل إلى رسول الله ﷺ متضمخاً بالخلوق، وعليه مقطعات، فقال: كيف تأمرني يا رسول الله في عمرتي؟ قال: فأنزل الله ﴿وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ﴾، قال: فقال رسول الله ﷺ: «أين السائل عن العمرة؟»، فقال له:«ألق عنك ثيابك، واغتسل، واستنق ما استطعت، وما كنت صانعه في حجك فاصنعه في عمرتك». ولفظ جعفر الصائغ [عند ابن عبد البر].
ولفظ البربهاري [عند الطبراني]: عن عطاء بن أبي رباح، عن صفوان بن يعلى بن أمية، عن أبيه، قال: جاء رجل إلى رسول الله ﷺ متضمخ بالخلوق، عليه مقطعات، قد أحرم بعمرة، … وساق الحديث بنحوه.
أخرجه الطبراني في الأوسط (٢/ ٢٢٦/ ١٨١٥)، وابن عبد البر في التمهيد (٢/ ٢٥١)(٢/ ٢٧٣ - ط الفرقان).
قال الطبراني:«لم يرو هذا الحديث عن أبي الزبير إلا إبراهيم، ولم يدخل أبو الزبير بين عطاء وصفوان أحداً، ورواه مجاهد، عن عطاء، عن صفوان بن يعلى، عن أبيه».
وقال ابن عبد البر:«هكذا جاء في هذا الحديث: صفوان بن أمية نسبة إلى جده، وهو صفوان بن يعلى بن أمية، رجل تميمي، وليس بصفوان بن أمية الجمحي، وقد نسبناهما في كتاب الصحابة، والحمد لله».
قلت: هذا حديث غريب جداً من حديث أبي الزبير المكي، حيث تفرد به عن أبي