حتى أُنزل عليه الوحي، فلما سُري عنه، قال:«أين السائل؟»، فقال: ها أنا ذا، قال:«أرأيت لو كنت محرماً بالحج وهذا عليك، كيف كنت تصنع؟»، قال: كنت أنزع عني هذه المقطعات، وأغسل عني هذا الخلوق، قال «فاذهب فانزع عنك هذه المقطعات، واغسل عنك هذا الخلوق، واصنع في عمرتك كما كنت تصنع في حجتك».
أخرجه الطبراني في الكبير (٢٢/ ٢٥٣/ ٦٥٦)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (٣/ ٢٦٩٤/ ٢٦٦).
وهذا حديث صحيح، ولم ينفرد إبراهيم بن بشار بذكر ابن جريج في إسناده.
• فقد رواه أيضاً: الحميدي، وإبراهيم بن بشار الرمادي:
حدثنا سفيان، قال: حدثنا ابن جريج، عن عطاء، عن صفوان بن يعلى، عن أبيه، قال: قلت لعمر بن الخطاب: إني أشتهي أن أرى رسول الله ﷺ إذا نزل عليه الوحي، قال: فبينا أنا بالجعرانة إذ دعاني عمر، فأتيت فإذا رسول الله ﷺ مسجى ثوباً، فكشف لي عمر وجهه، فإذا هو محمر وجهه، فلما سُري عن رسول الله ﷺ، قال:«أين السائل؟»، وقد كان جاءه رجل قبل ذلك، وإذا هو متضمخ بالخلوق وعليه مقطعة، فقال: إني أحرمت، وعلي هذه؟ فقال السائل: ها أنا ذا، فقال النبي ﷺ:«ما كنت تصنع في حجك؟»، قال: كنت أغسل هذا الخلوق، وأنزع هذه المقطعة، فقال النبي ﷺ:«ما كنت صانعاً في حجك فاصنعه في عمرتك». لفظ الحميدي.
أخرجه الحميدي (٨٠٩)، والطبراني في الكبير (٢٢/ ٢٥٣/ ٦٥٧)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (٣/ ٢٦٩٤/ ٢٦٦). [المسند المصنف (٢٥/ ٥٣٦/ ١١٥٦٩)].
وهذا حديث صحيح، وقد ساق ابن عيينة الحديث بلفظ عمرو بن دينار وإسناده، وحمل حديث ابن جريج عليه، والله أعلم.
• ورواه عبد الرزاق بن همام [ثقة حافظ]، قال: أخبرنا ابن عيينة، عن ابن جريج، عن عطاء، قال: أخبرني صفوان بن يعلى؛ أن يعلى كان يقول لعمر: أرني نبي الله حين ينزل عليه، فلما كان بالجعرانة، وعلى النبي ﷺ ثوب قد أظل به عليه، معه فيه ناس من أصحابه منهم عمر، إذ جاءه رجل وعليه جبة متضمخ بطيب، فقال: يا رسول الله كيف ترى في رجل أحرم بعمرة في جبة بعدما تضمخ بطيب؟ فسكت ساعة، فجاءه الوحي، فأشار عمر إلى يعلى بيده أن تعالى، فجاء فأدخل رأسه؛ فإذا النبي ﵊ محمر الوجه يغط كذلك ساعة، ثم سُري عنه، فقال:«أين السائل عن العمرة آنفاً؟»، فالتمس الرجل، فأتي به، فقال النبي ﷺ:«أما الطيب الذي بك فاغسله عنك ثلاث مرات، وأما الجبة فانزعها، ثم اصنع في عمرتك كما تصنع في حجك».
قال ابن جريج: كان عطاء يأخذ في الطيب بهذا الحديث، وكان يكره الطيب عند الإحرام، ويقول: إن كان به شيء فليغسله ولينقه. قال ابن جريج: قال: وكان شأن صاحب الجبة قبل حجة الوداع، والأخذ بالآخر من أمر رسول الله ﷺ.