الزعفران، فقال: يا رسول الله! إني أحرمت بعمرة، والناس يسخرون مني فكيف أصنع؟ فسكت عنه رسول الله ﷺ، فأنزل الله الوحي، فأشار إليَّ عمر بيده، فأدخلت رأسي الخباء، فإذا رسول الله ﷺ محمر عيناه وجبينه وفي رواية حكام: محمر وجنتاه، له [غطيط]، فسُرِّي عنه، فقال: «أين السائل عن العمرة؟»، فقال: أنا يا رسول الله، فقال: «انزع عنك جبتك، وما كنت صانعاً في حجك فاصنعه في عمرتك». لفظ عبد العزيز [عند الطبراني]، وبنحوه رواه حكام [عند المحاملي، وما بين المعكوفين له].
أخرجه المحاملي في أماليه (١١٧) - رواية ابن البيع، والطبراني في الكبير (٢٢/ ٦٥٤/ ٢٥٢).
قلت: هكذا رواه جماعة من الثقات عن عبد الملك بدونها، ورواه عنه اثنان بإثبات الزيادة، فلعل عبد الملك كان يثبتها أحياناً، ويروي الحديث أحياناً بدون الزيادة.
والمحفوظ عن عطاء: بإثبات الزيادة، ومن رواه عنه بدونها فقد قصر به، وكان عبد الملك بن أبي سليمان العرزمي: ثقة في عطاء، مكثراً عنه، لكنه كان يهم عليه أحياناً.
• ورواه محمد بن النضر [الأزدي]، ابن بنت معاوية بن عمرو [ثقة]، قال: حدثنا معاوية بن عمرو [ثقة]، قال: حدثنا المفضل بن صدقة، عن ابن أبي ليلى، عن عطاء، عن يعلى بن أمية، قال: جاء رجل إلى النبي ﷺ وعليه جبة مخلقة بصفرة، فقال: يا رسول الله، إني أحرمت بعمرة، فكيف أصنع؟ قال: فأطرق عنه طويلاً حتى ظننا أن أوحي إليه، ثم قال: «أين السائل عن العمرة؟ اخلع جبتك، واغسل الصفرة، واصنع في العمرة كما تصنع في الحج».
أخرجه الطبراني في الأوسط (٥/ ١٩٣/ ٥٠٥٤).
قال الطبراني: «لم يرو هذه الأحاديث عن المفضل بن صدقة إلا معاوية بن عمرو».
قلت: المفضل بن صدقة أبو حماد الحنفي: ضعيف، قال ابن معين: «ليس بشيء»، وقال النسائي: «متروك» [اللسان (٨/ ١٣٨). ضعفاء الدارقطني (٦٢٢)].
ولم ينفرد بهذا الوجه عن ابن أبي ليلى؛ فقد تابعه عليه هشيم بن بشير، وهو: ثقة ثبت؛ لكن الشأن في محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى؛ فإنه: ليس بالقوي، كان سيئ الحفظ جداً، كثير الوهم، غلب عليه الاشتغال بالفقه والقضاء؛ فلم يكن يحفظ الأسانيد والمتون.
• والحاصل: فإن كل من رواه عن عطاء عن يعلى بن أمية؛ فقد قصر بإسناده، مثل: أبي بشر جعفر بن إياس، وابن أبي ليلى، ومنصور بن زاذان، وكان عبد الملك أحياناً يقصر به، وأحياناً يضبطه ويجوده؛ فيرويه كالجماعة: عن عطاء، عن صفوان بن يعلى، عن أبيه.
وقد انفرد حجاج بن أرطاة بهذه الزيادة في آخره، ولم يتابع عليها: «فخلعها من رأسه»؛ وحجاج: ليس بالقوي، وقد سمع من عطاء بن أبي رباح، وكان راوية له، وأكثر