كانت التلبية استجابة استجابها إبراهيم، فلما هبط إلى الوادي سعى، فقال: اللهم اغفر وارحم، وأنت الأعز الأكرم. لفظ الثوري [عند البيهقي في الكبرى، وهو عند عبد الرزاق وابن أبي شيبة مختصراً بطرف منه].
ولفظ ابن عيينة [عند الفاكهي]: عن مسروق، قال: قدم ابن مسعود ﵁ معتمراً، وقدمت عائشة ﵂، فقلت: أيهما أبدأ؟ فقلت: ألزم ابن مسعود ﵁، ثم أتي أم المؤمنين ﵂ فأسلم عليها، قال: فلزمت ابن مسعود ﵁، فبدأ عبد الله فاستلم الركن، ثم أخذ على يمينه فرمل ثلاثاً ومشى أربعاً، ثم أتى المقام فصلى وراءه ركعتين، ثم عاد إلى الركن فاستلمه، ثم خرج إلى الصفا، فقام على صدع فيه فأهل، فقلت: إن الناس ينهون عن الإهلال في هذا المكان؟ قال: لكني آمرك به أتدري ما التلبية؟ إنما هي استجابة استجاب بها موسى لربه، ثم هبط [يعني: ابن مسعود] فلما أتى بطن الوادي رمل، وقال: رب اغفر وارحم وأنت الأعز الأكرم.
ولفظ ابن عيينة [عند الأزرقي]: عن مسروق بن الأجدع، قال: قدمت معتمراً مع عائشة وابن مسعود، فقلت: أيهما ألزم؟ ثم قلت: ألزم عبد الله بن مسعود، ثم أتي أم المؤمنين فأسلم عليها، فاستلم عبد الله بن مسعود الحجر، ثم أخذ على يمينه، فرمل ثلاثة أطواف ومشى أربعة، ثم أتى المقام فصلى ركعتين، ثم عاد إلى الحجر فاستلمه، وخرج إلى الصفا فقام على صدع فيه فلبي، فقلت له: يا أبا عبد الرحمن! إن ناساً من أصحابك ينهون عن الإهلال هاهنا؟ قال: ولكني آمرك به، هل تدري ما الإهلال؟ إنما هي استجابة موسى ﵇ لربه ﷿، قال: فلما أتى الوادي رمل وقال: رب اغفر وارحم، إنك أنت الأعز الأكرم. [واختصره الشافعي، فروى منه طرفين، الأول: أنه لبى على الصفا في عمرة بعد ما طاف بالبيت والثاني: أنه رآه بدأ فاستلم الحجر ثم أخذ عن يمينه، فرمل ثلاثة أطواف ومشى أربعة، ثم أتى المقام فصلى خلفه ركعتين].
ولفظ فضيل [عند الطحاوي]: قال: قدمت مكة معتمراً، فذكر لي أن عائشة وابن مسعود قدما معتمرين، قال: فحيرت أيهما أتبعه وأرمقه وأفعل كما يفعل؟ فأتيت أم المؤمنين فسلمت عليها، ثم أتيت عبد الله فدخل المسجد، فرمل ثلاثاً ومشى أربعاً على هيئته، ثم أتى المقام فصلى ركعتين، ثم رجع إلى الحجر فاستلمه، ثم رجع إلى الصفا فقام عليها مستقبل الكعبة، فجعل يلبي فقلت: إن ناساً من أصحابنا ينهون عن التلبية؟ فقال: أنا آمرك بها، إنما التلبية استجابة استجاب بها موسى ﵇ ربه ﷿، ثم نزل، فمشى حتى أتى الوادي فسعى، فجعل يقول: رب اغفر وارحم، إنك أنت الأعز الأكرم، ثم مشى حتى أتى المروة، فقام عليها، فحسبه قال: ففعل مثل ذلك، فطاف بينهما سبعاً والسعي في بطن المسيل.
أخرجه الشافعي في الأم (٣/ ٤٢٥/ ١١٣١) و (٨/٥١٠/ ٣٥٩٥)، وفي المسند (١٢٦ و ٣٩٠)، وعبد الرزاق [عزاه إليه: ابن عبد البر في الاستذكار (٤/ ٢٣٠)]، وابن أبي شيبة