أبيهِ ﵁، أنَّ النبيَّ ﷺ خرجَ في بعضِ عُمره، وخرجتُ معهُ، فما قطعَ التلبيةَ حتى استلم الحجر.
أخرجه البزار (٩/٩٨/ ٣٦٣٢)، وابن عدي في الكامل (٢/ ٢٣٦)، والبيهقي (٥/ ١٠٥).
قال البزار:«وهذا الحديث لا نعلم أحداً يرويه عن أبي بكرة إلا من هذا الوجه، ولا نعلم أحداً تابع عمرو بن مالك على هذا الحديث عن أبي بكرة، ولا عن بحر بن مرار، وبحر بن مرار: بصري معروف».
وقال ابن عدي:«ولبحر بن مرار هذا غير ما ذكرت من الحديث شيء يسير، ولا أعرف له حديثاً منكراً فأذكره، ولم أر أحداً من المتقدمين ممن تكلم في الرجال ضعفه إلا يحيى القطان، ذكر أنه كان قد خولط، ومقدار ما له من الحديث لم أر فيه حديثاً منكراً». وقال البيهقي:«وروي عن أبي بكرة مرفوعاً: أنه خرج معه في بعض عمره فما قطع التلبية حتى استلم الحجر، وإسناده ضعيف»، ثم ساقه وقال:«هذا إسناد غير قوي، والله أعلم».
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٣/٦٠٨/ ٥٦٦٧): «رواه البزار، وفيه من لم أعرفه».
قلت: هذا حديث منكر، تفرد به عن بحر بن مَرَّار: أبو بحر البكراوي عبد الرحمن بن عثمان، وهو ضعيف، ولم يروه عنه سوى عمرو بن مالك الراسبي، وهو: ضعيف، قال ابن عدي:«منكر الحديث عن الثقات، ويسرق الحديث» [التهذيب (٣/ ٣٠١)(١٠/ ١٩٦ - ط دار البر). الميزان (٣/ ٢٨٥)].
قلت: فلا يثبت في الباب شيء مرفوع، وإنما ثبت عن ابن عباس: أن المعتمر يقطع التلبية إذا استلم الحجر، يعني: شرع في الطواف، وثبت عن ابن عمر: أنه يقطع التلبية إذا دخل الحرم، ورأى بيوت مكة.
ومن الآثار الواردة في الباب:
• عن ابن مسعود موقوفا عليه:
يرويه: سفيان الثوري [وعنه: وكيع بن الجراح، ومحمد بن كثير العبدي، وعبد الرزاق بن همام]، وسفيان بن عيينة [وعنه: الشافعي، وابن أبي عمر العدني، وأحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي]، وفضيل بن عياض [وهم ثقات]:
عن منصور بن المعتمر، عن شقيق بن سلمة، عن مسروق، قال: جئت مسلماً على عائشة-﵂، وصحبت عبد الله بن مسعود حتى دخل في الطواف، فطاف ثلاثة رملاً وأربعة مشياً، ثم إنه صلى خلف المقام ركعتين، ثم إنه عاد إلى الحجر فاستلمه، ثم خرج إلى الصفا فقام على الشق الذي على الصفا فلبي، فقلت: إني نهيت عن التلبية [وفي رواية: يا أبا عبد الرحمن! إن ناساً ينهون عن الإهلال في هذا المكان؟]، فقال: ولكن آمرك بها،