قال ابن حزم: «فهذان أثران ضعيفان، في أحدهما: ابن أبي ليلى، وهو سيئ الحفظ، وفي الآخر: الحجاج، وناهيك به؛ وهو أيضاً «صحيفة».
وقال البيهقي: «وقد قيل: عن الحجاج، عن عطاء، عن ابن عباس مرفوعاً، والحجاج بن أرطاة: لا يحتج به».
وقال ابن كثير في البداية (٧/ ١١٤): «غريب من هذا الوجه، وهذه الثلاث عمر اللاتي وقعن في ذي القعدة ما عدا عمرته مع حجته، فإنها وقعت في ذي الحجة مع الحجة، وإن أراد ابتداء الإحرام بهن في ذي القعدة فلعله لم يرد عمرة الحديبية؛ لأنه صد عنها، ولم يفعلها، والله أعلم».
قلت: حجاج بن أرطاة: ليس بالقوي، يدلس عن الضعفاء والمتروكين، ولم يذكر سماعاً، قال أبو نعيم الفضل بن دكين: «لم يسمع حجاج من عمرو بن شعيب إلا أربعة أحاديث، والباقي عن محمد بن عبيد الله العرزمي»، قال ابن رجب: «يعني: أنه يدلس بقية حديثه عن عمرو عن العرزمي» [شرح العلل (٢/ ٨٥٥)]، وقال يحيى بن معين: «صدوق، ليس بالقوي، يدلس عن محمد بن عبيد الله العرزمي، عن عمرو بن شعيب»، وقال عبد الله بن المبارك: كان الحجاج يدلس، وكان يحدثنا الحديث عن عمرو بن شعيب مما يحدثه العرزمي، والعرزمي: متروك، لا نُقرُّ به» [تهذيب الكمال (٥/ ٤٢٥)]، قلت: والعرزمي: متروك، منكر الحديث؛ فهو إسناد واه.
• ورواه سليم بن مسلم أبو مسلم [الخشاب]، عن الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذُباب [مدني، ليس به بأس، من الخامسة]، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: لبى النبي ﷺ في عمره كلها حتى استلم الحجر.
أخرجه ابن عدي في الكامل (٤/ ٣٣٩) (٥/ ٣٥٨/ ٨٠٢٨ - ط الرشد).
قال ابن عدي: «ولسليم بن مسلم غير ما ذكرت من الحديث، وعامة ما يرويه غير محفوظ».
قلت: وهذا حديث منكر؛ تفرد به عن ابن أبي ذُباب: سليم بن مسلم الحساب: متروك، منكر الحديث [اللسان (٤/ ١٨٩)].
• وقال الواقدي في المغازي (٢/ ٧٣٥): حدثني أسامة بن زيد [الليثي]: ليس به بأس، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، أن النبي ﷺ لبى حتى استلم الركن.
قلت: محمد بن عمر الواقدي: متروك، واتهم، يروي أحاديث لا أصل لها.
٤ - حديث أبي بكرة الثقفي:
يرويه: عمرو بن مالك، قال: حدثنا عبد الرحمن بن عثمان قال: حدثنا بحر بن مرار بن عبد الرحمن بن أبي بكرة [ليس به بأس، اختلط، ولم يتميز حديثه، لكن توثيق من وثقه يدل على قلة المناكير فيما روى بعد اختلاطه. انظر: التهذيب (٢/ ٢٠٤ - ط دار البر)]، عن جده عبد الرحمن بن أبي بكرة [ثقة، من الثانية، روى له الجماعة]، عن
